لا حديث للجزائريين هذه الايام إلا عن الحفرة. الحفرة العملاقة التي ظهرت وسط الطريق السريع بحي بن عكنون في العاصمة، الطريق الرابط بين غربي العاصمة وشرقها، تحول فجأة إلى كابوس ثم إلى تحدٍ ونكتة. كل شيء بدأ الجمعة الماضي، الأمطار كانت تتهاطل على العاصمة منذ أيام بشكل متقطع، ولكنها أمطار جاءت متأخرة نوعاً ما، وجاءت أيضاً بعد صلاة استسقاء دعت إليها وزارة الشؤون الدينية، وفجأة انهار الطريق السريع ببن عكنون فاسحاً المجال أمام ظهور حفرة عملاقة سقطت فيها خمس سيارات، وتسببت في جرح العشرات، لتتحول هذه الحفرة العملاقة إلى الاهتمام الأول للجزائريين، فقد جعلت منها وسائل الإعلام الخبر الأول في كل نشراتها وطبعاتها، وسارع المسؤولون إلى معاينة الحفرة، وشرعت السلطات في أشغال الردم فوراً، خاصة وأن الطريق حيوي، ويعتبر شريان حياة بالنسبة لسكان العاصمة. وفعلاً تمكنت السلطات بعد أقل من 48 ساعة من ردم الحفرة، وإعادة تزفيت الطريق السريع، وفتحه أمام حركة السير التي كانت قد تحولت إلى جحيم، وهو ما اعتبره البعض إنجازاً، مقارنة بما تحقق في اليابان قبل أيام، التي تمكنت أيضاً من ردم حفرة عملاقة، ولكن في وقت زمني أطول، في حين شكك البعض الآخر في الطريقة «المتسرعة» التي تمت بها عملية الردم، دون أي دراسة أو بحث لمعرفة سبب انهيار الطريق بهذا الشكل، والذي كادت فاتورته أن تكون أغلى بكثير. ولكن الموضوع برمته تحول أيضاً إلى نكتة، من خلال تعاطي رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، حيث انتقد البعض مبالغتها في التغطية التي منحتها للحفرة، فأحد الصحافيين سأل مواطناً بعد إعادة فتح الطريق: «ما هو شعورك وأنت تعبر فوق الحفرة»؟، وصحافية أخرى قبيل إعادة فتح الطريق تقول: «بعد قليل سيتم التدشين الرسمي لردم الحفرة»، بل إن وزير الثقافة الأسبق محيي الدين عميمور وجه رسالة شكر لقناة «النهار» لتغطيتها موضوع الحفرة وأشغال ردمها، والشيء نفسه فعله وزير الأشغال العامة بوجمعة طلعي. وفتحت القضية الباب لسؤال تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماهي عما إذا كانت السلطات ستتحرك بالسرعة نفسها، لو كانت الحفرة قد ظهرت في مناطق البلاد الداخلية؟ وفي السياق نفسه دعت قناة المواطنين عبر كامل تراب الوطن إلى إرسال صور الحفر الموجودة في مدنهم من أجل عرضها على المشاهدين، في برنامجها المسمى «بدون تحفظ».