الآن وقد طردت أماني الخياط أو تم توقيفها بعدما اعتذرت مصر التي هجتنا رغم تأييدنا الرسمي لعودة الدكتاتورية إليها ، دعونا نطرح أسئلة واقعية على أنفسنا ولنجب أنفسنا بأنفسنا : ألا يقوم اقتصادنا على الدعارة ؟؟؟ طبعا الدعارة فيها وفيها ألم تزكم فضائح "العاهرات " المغربيات وأخبارهن المشينة من المحيط إلى الخليج أنوف الشعب المغربي ؟؟؟ ألا تقوم سياستنا في مختلف المجالات على عهر بين في كل شيئ ؟؟؟ أليس فينا من يشجع على العهر ب "موازين " الثقافات المختلفة ؟؟ إعلامنا ألا يصنف ضمن الإعلام البورنوغرافي ؟؟؟ ثم هل ننكر بأننا صرنا متقدمين في مجالات الإصابة بالإيدز ؟؟؟ وهل ينفي المتتبعون بأننا بتنا ننافس دولا غيرنا على تصدر الرتب الأولى الخاصة بالأمهات العازبات وعدد أطفال الشوارع من مجهولي الأب والنسب ؟؟؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة لتقتضي منا وقفة صادقة مع الذات بعيدا عن الحماسة المبنية على جرف هار ، أو الوطنية التي لا تخدم الوطن ولا تتقدم به قيد أنملة إلى الأمام ، وقفة تؤمن بأن التغيير يبدأ بالنفس ومع نقدها نقدا بناء يجنبها الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها . نعم أماني الخياط هجتنا بما فينا وبما ليس فينا ، ولو وضعنا مقارنة بين الآفات التي عيرتنا بها بما يوجد على أرضها لحق عليها قول آبائنا " الشبكة كاتعاير الغربال " ، ومن حقنا الرد بقوة عليها ، لكن ألا تتفقون معي بأن الرد عليها وعلى أمثالها كان سيكون أقوى وأبلغ وأشد ثقلا لو أنه ليس فينا ما عيرتنا به ؟؟؟ من هنا أعود وأكرر ، إنه كي نفرض على الآخر أن يحترمنا علينا أن نقضي بالفعل لا بالقول على كل الآفات التي تجعل الآخر يتطاول علينا من خلالها ....وصدق أبو الأسود الدؤلي إذ قال : حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداءٌ له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لذميم والوجه يشرق في الظلام كأنه ... بدرٌ منيرٌ والنساء نجوم وترى اللبيب محسداً لم يجترم ... شتم الرجال وعرضه مشتوم وكذاك من عظمت عليه نعمةٌ ... حساده سيفٌ عليه صروم فاترك محاورة السفيه فإنها ... ندمٌ وغبٌّ بعد ذاك وخيم وإذا جريت مع السفيه كما جرى ... فكلاكما في جريه مذموم وإذا عتبت على السفيه ولمته ... في مثل ما تأتي فأنت ظلوم (لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم) ابدأ بنفسك وانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى ... بالعلم منك وينفع التعليم