أطلت علينا في الآونة الأخيرة منشطة إعلامية بقناة (أو إن تي في)، تدعى: "أماني الخياط"، لتقول بأننا أهل دعارة وسيدا وتجارة بالدين قيادة وشعبا. كلمات هذه السيدة تنم عن حقد كبير على من تعايش مع مختلف الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واستطاع ان يبني لنفسه نموذجا فريدا بين دول المنطقة المغاربية بعيدا عن الانقلابات العسكرية وتقتيل الشعوب وتجويعها وإلحاق الدمار بالمنشآت والبنايات التحتية، وإصدار أحكام الإعدام بالجملة كما هو الحال ببلاد أم الدنيا التي جمعت بين كل هذه السيئات، لينعم مشيرها السيسي ومن معه بنعمة السيطرة على الرقاب. فلأول مرة اختار المصريون رئيسا في انتخابات ديموقراطية تنفس إثرها الأحرار الصعداء، ولم تمض بضعة شهور حتى كان في عداد المسجونين والمتهمين في قضايا عدة والعالم كله قد ملكته قشعريرة أليمة من هول ما رأى. فصدقت في بعضهم: "إن أمطرت السماء حرية رأيت بعض العبيد يحملون المظلات". وما حدث في مصر مهزلة مفضوحة على جميع المستويات، سعى الإعلاميون إلى تحريفها وتبييض وجوه القائمين عليها وغسل الدماء وآثار المؤامرات في أيدي البعض عبر خلق صدامات جانبية مع شعوب المنطقة، وإطلاق اتهامات لا أساس لها هنا وهنالك، ومحاولة إيقاظ فتن داخلية وخارجية. لقد وصل الإعلام المصري درجة كبيرة من الانحطاط القيمي، وباع ضميره المهني لجهات باتت تتحكم في الرأي العام المصري عن قصد، محاولة منه لتبرير كل ما وقع بعد حراك 25 يناير. من هنا، اعتقد السفهاء القائمون على بلاد "طه حسين"، و"نجيب محفوظ" و"عبد الوهاب المسيري" .. أن المغرب مطية سهلة لمسح ذنوبهم ونشر غسيل أوساخهم ودعاياتهم الانقلابية المفضوحة، وما حدث مع المطربة (شيرين عبد الوهاب) حال زيارتها لهذا البلد بدعوة من منصة مهرجان "أصوات نسائية"، حين هتفت "عاش السيسي" فهتف التطوانيون: "مرسي، مرسي" ليس ببعيد، لتنكس رأسها وتعود أدراجها بخفي حنين. ومنذ ذلك الحين، لم يستوعب سفهاء إعلام الانقلاب الدرس القاسي، فاستمر في توجيه سمومه حسدا، وشاءت الأقدار أن تطل علينا (أماني الخياط) مجددا لتقول: "عذرا" بعد أن فات الأوان. وتضع وسام شرف على جباه المغاربة قيادة وشعبا وحال لسان أبي الطيب المتنبي يقول: وإذا أتتك مذمتي من ناقص...فهي الشهادة لي بأني كامل