أماط تقرير خبراء دوليين في مجال الصحة العقلية اللثام عن حقائق صادمة وأرقام مرعبة تخص المغاربة المصابين باضطرابات عقلية. وأكدت كل من الجمعية العالمية للطب العقلي والاجتماعي و"سانوفي" التي تقوم بإنجاز وتطوير أبحاث وحلول علاجية، أن أكثر من 40 في المائة من المغاربة، في سن 15 أو أكثر، يعانون اضطرابا عقليا، 26.5 في المائة منهم مصابون بالاكتئاب، و9 في المائة عبارة عن إصابة بحالة قلق عام، و5.6 في المائة إصابات باضطرابات نفسية. وحسب تقرير أشغال المنتدى الخامس لدعم الصحة العقلية، الذي نظمته مؤسسة "سانوفي" بشراكة مع الجمعية المغربية للطب العقلي الاجتماعي، والجمعية الدولية للطب العقلي الاجتماعي، أول أمس الخميس بالدارالبيضاء. فإن النساء تعتبر الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، بنسبة 48.5 في المائة مقابل 34.3 في المائة من الرجال، وفقا لآخر بحث وبائي وطني، وأبرزت نعيمة الطراشن، رئيسة جمعية "أملي" لعائلات مرضى "الشيزوفرينيا"، خلال مداخلتها في أشغال المنتدى أن المغاربة المصابين بأمراض نفسية وعقلية يواجهون مشاكل متنوعة، ذات أبعاد سلبية اجتماعيا واقتصاديا، منها ما يتعلق بوصم المرضى داخل المجتمع، ونعتهم بنعوت قدحية، وتعرضهم لفقدان العمل وضياع فرصهم في التطور داخل تراتبية العمل، بسبب المرض ومضاعفات تناول الأدوية،. وشددت أشغال منتدى دعم الصحة العقلية وعلى ضرورة إدراج الصحة النفسية والعقلية ضمن أولويات الاستراتيجيات الصحية الوطنية، سيما أن الاضطرابات العصبية والعقلية في المغرب تمثل 15.8 في المائة من الكلفة العامة للإصابة بالأمراض، حسب المنظمة العالمية للصحة. وقالي هذا السياق قال روبير الصباغ، مسؤول الولوج إلى العلاجات في "سانوفي"، إن قضايا الصحة النفسية ليست أقل شأنا من القضايا المعدية والوبائية، التي تحظى باهتمام بالغ بجميع البرامج والاستراتيجيات الصحية، وتبعا لذلك، داعا إلى تصنيف الصحة النفسية ضمن الأمراض المزمنة، التي لها تبعات متنوعة، اجتماعية واقتصادية وصحية. وأضاف "إذا كانت الأمراض المعدية تتسبب في الموت الفيزيولوجي، فإن الأمراض النفسية تتسبب في الموت الاجتماعي، ما يستدعي تدخل جميع المتدخلين والفاعلين في المجال، لتوفير جميع الإمكانات للمرضى لرفع فرص شفائهم، وضمان استقرار حالتهم الصحية".
يذكر أن الاضطرابات العصبية والعقلية تكلف المغرب أزيد من 15 في المائة من الكلفة العامة للإصابة بالأمراض، وفق منظمة الصحة العالمية.