يمس مرض الفصام، أو ما يعرف ب"الشيزوفرينيا"، أزيد من 1 في المائة من المغاربة، يعيشون مشاكل متنوعة مع المرض بسبب غلاء الأدوية، إضافة إلى وصمهم داخل المجتمع بسبب طبيعة مرضهم. وأيضا للتحسيس بسعي عائلات المرضى إلى ضمان عيش أفضل داخل المجتمع، أعلنت جمعية "أملي" للمصابين بالشيزوفرينيا عن تنظيم مسيرة تضامن مع المرضى، الأحد المقبل، بالشريط الساحلي للدارالبيضاء. وينتظر أن يشارك في المسيرة أزيد من 200 شخص، ضمنهم عائلات وأصدقاء مرضى الشيزوفرينيا، ومقربون منهم ومتعاطفون مع قضيتهم، إلى جانب أطباء متخصصين في الصحة العقلية والنفسية، حسب ما أكدته نعيمة الطراشن، رئيسة جمعية "أملي"، في تصريح ل"المغربية". وأوضحت الطراشن أن المسيرة تنظم بتنسيق مع "جمعية مستعملي الطب النفسي"، وترمي إلى تحسيس عموم المغاربة بما تعانيه أسر مرضى الفصام من مشاكل ومصاعب نفسية ومادية واجتماعية للتحمل بذويهم المرضى ومصاحبتهم في الحياة. وأوضحت الطراشن أن المشاركين في المسيرة سيحملون شعارات للمطالبة بالاستجابة لحاجيات المرضى العلاجية، وتمكينهم من تكفل طبي يليق بالمحافظة على حقهم في الكرامة والعلاج، ووقف وصمهم ووصفهم بنعوت قدحية، تساهم في عدم اندماجهم في المجتمع، وبالتالي، تركهم في عزلة بعيدا عن العالم الخارجي. وذكرت الطراشن أن عائلات مرضى الشيزوفرينيا يحتاجون إلى مساعدة مادية ومعنوية من قبل الجهات الحكومية المعنية، ويعيشون مشاكل يومية مع ذويهم المرضى بسبب طبيعة المرض، وغلاء الأدوية، وعدم توفرها بالكميات الكافية في المستشفيات العمومية، فيما تعلن وزارة الصحة عن توفيرها ميزانية خاصة بأدوية الطب النفسي. وأضافت الطراشن أن العائلات تتخبط بشكل منفرد في ضمان حق المرضى في العيش بكرامة، ولذلك تطالب بمساعدتها على التحمل بذويها المرضى، في ظل محدودية الخدمات المتاحة في المستشفيات، وعدم توفر بنيات تحتية صحية تساعد عائلات المرضى على ضمان علاجات أفضل، وظروف مريحة لمصاحبتهم في الحياة. جدير بالذكر أن وضعية الصحة العقلية في المغرب، تشكو العديد من نقاط الضعف، وحسب عدد من التقارير المنجزة حول الموضوع، وآخرها تقرير المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، يشهد مجال الصحة العقلية بالمغرب مشاكل كثيرة، منها عدم كفاية عدد الأسرة المخصصة للمرضى، وصعوبة التكفل بالمرضى، بسبب ضعف عدد الأطباء الاختصاصيين، وعدم كفاية هيأة التمريض المتخصصة، وغياب المساعدين الاجتماعيين، وعدم كفاية أساتذة الطب النفسي، وضعف الميزانية المرصودة لقطاع الصحة. يشار إلى أن وزارة الصحة أجرت دراسة حول أكثر أنواع الأمراض النفسية، ومنها أمراض القلق النفسي، التي تنتشر بنسبة 12.8 في المائة، في حين تنتشر الإصابة بحالة القلق العامة بنسبة 9.3 في المائة، أما حالة القلق الناتجة عن التعرض للصدمات، سواء بعد فقدان قريب أو رحيل شخص عزيز، فتمس 2.1 في المائة من المواطنين. ويصيب الرهاب الاجتماعي أو"الفوبيا الاجتماعية" 6.3 في المائة من المواطنين، فيما يمس الخوف من الأماكن 12.8 في المائة من المغاربة، وينتشر مرض الاكتئاب بين المواطنين بنسبة 26.5 في المائة، ويمس النساء أكثر من الرجال. أما مرض الفصام، فيمس قرابة 1 في المائة، في حين تقدر نسبة انتشار مرض الوسواس القهري بين المغاربة ب 6.6 في المائة.