نظمت في الدارالبيضاء والرباط، أخيرا، لقاءات لتدارس الأمراض النفسية، تحت شعار "الدماغ والروح"، وناقش الاختصاصيون مرض "الشيزوفرينيا"، المعروف بالفصام. وذكرت مصادر "المغربية" أن الأيام الدراسية، التي نظمتها مؤسسة "كوبر فارما"، أكدت أن مرض الفصام يمس 1 في المائة من المغاربة، خصوصا المتراوحة أعمارهم بين 15 و25 سنة، في ظل وضعية مازال فيها المرض غير معروف في المجتمع ووسط العائلات. وكشف اللقاء عن حاجة المرضى إلى التعامل معهم كمصابين بأمراض مزمنة، وتوفير ما يلزمهم للتشافي، وضمان استقرارهم الصحي، والحاجة لتوفير بنية استقبالية للمرضى، ورفع جودة علاجاتهم، وأن تزاوح بين العلاج الطبي والسيكولوجي، وتيسير الاندماج الاجتماعي للمصابين. وسجل المجتمعون أنه في ظل الجهل بالمرض، يلجأ العديد من العائلات إلى زيارات الأضرحة، وتبني بعض السلوكات الخاطئة في علاجات ذويها المرضى، ما يؤخر الكشف المبكر عن الداء، ويوقف حياة ومستقبل المرضى، سيما مع الجهل بالمرض ورفض الاعتراف به. وتحدثت نعيمة الطراشن، رئيسة جمعية "أملي" للمصابين بالشيزوفرينيا، أن المرضى يحتاجون إلى بنيات اجتماعية، تساعد على اندماج المرضى في الحياة العامة، بعدة خروجهم من المستشفى، على اعتبار أن الكثير بينهم قادرون على الشغل، خصوصا الذين يتمتعون بالاستقرار السلوكي. وشددت الطراشن على مساهمة المجتمع في رفع الوصم عن المرضى، والرفع من القدرات النفسية للمرضى، للقبول بمرضهم، والتعامل معه بشكل إيجابي يساعدهم على العلاج وعلى استقرار حالتهم الصحية. ودعت إلى تعزيز البحث العلمي في المجال، لأن حوالي 30 إلى 40 في المائة من مرضى الفصام يمكن أن يشفوا تماما، أو ضمان استقرار حالتهم مع الأمل الذي منحته البحوث الأولية حول إمكانية التشافي. وذكرت الطراشن أن عائلات المرضى تعاني مآس متنوعة بسبب معاناة مرضية، تدفع بهم إلى محاولة الانتحار لمرات كثيرة بسبب الهلاوس والأوهام التي تنتابهم. ويحتاج المرضى، أيضا، إلى الرفع من عدد الأسرة المخصصة للمصابين بأمراض نفسية، التي لا يتعدى عددها 1900 سرير على الصعيد الوطني، ووجود 350 طبيبا أخصائيا فقط في الأمراض العقلية والنفسية. يشار إلى داء الشيزوفرينيا يتمظهر على شكل أوهام، وتشتت في التفكير، واضطراب في المنطق وضعف الإدراك، وهو مرض عقلي يؤثر على الأفكار وعلى الوجدان، ويؤثر على الشخصية، ويؤثر على أداء الوظائف الاجتماعية، ولكن يتفاوت من إنسان لإنسان. وينتج الداء عن اضطراب في السلوك، مع شعور بهلاوس وحمل أفكار غريبة بعيدة عن الواقع، وتبقى العلامة الأبرز في حياة المصاب عدم إمكانية العيش وفق نظام معين.