دعا عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، إلى إيلاء الفعل الثقافي اهتماما خاصا وجعله "في صدارة الاهتمامات" على كافة المستويات. وأعرب اليوسفي، في تصريح للصحافة، اليوم الثلاثاء، على هامش زيارة للمعرض الاستيعادي للفنان ألبيرتو جياكوميتي بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، عن سعادته للتواجد بهذا المتحف "الذي هو تنفيذ للنتائج التي اشتغلنا فيها لما تشكلت الحكومة التي ترأستها". وقال اليوسفي، الذي قاد حكومة التناوب (1998 – 2002)، "انصب اهتمامنا في المقام الأول على مساعدة المهندسين والوزراء لكي يضطلع الجميع، كل من موقعه، بدوره في تثمين الفعل الثقافي"، مؤكدا "حاجة بلادنا الى الثقافة". وأضاف "نحاول المساهمة مع بعضنا البعض لكي يحج المغاربة الى المتاحف ويثقفون أنفسهم وأسرهم"، حاثا رجال الثقافة والإعلام على "الاضطلاع بدورهم في تحفيز طاقات مختلف فئات الشعب المغربي لجعل الثقافة مصدر الاهتمام الأول". فتح المتاحف مجانا كما ثمن اليوسفي مبادرة المؤسسة الوطنية للمتاحف بفتح المتاحف في وجه عموم المغاربة يوم الجمعة مجانا في مختلف المدن. من جهته، قال مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، في تصريح مماثل، إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس "أعطى المثال بتكريمه لشخصيات تخدم الوطن سواء على المستوى الفني أو العلمي أو السياسي، ومن بين هذه الشخصيات عبد الرحمان اليوسفي أحد رجالات الحركة الوطنية ورجل الدولة الذي طبع تاريخ بلادنا". وأعرب قطبي عن سعادته بزيارة السيد عبد الرحمان اليوسفي للمعرض الاستيعادي لجياكوميتي لينضم بذلك الى قائمة ال20 ألف مغربي الذين زاروا المعرض منذ افتتاحه في شهر أبريل المنصرم. واعتبر أن هذه الزيارة "تعكس دعمه للثقافة ولهذا المتحف الذي دشنه جلالة الملك، وكذا للفن والثقافة كأدة لمحاربة الجهل والظلامية والانتصار لقيم الحوار وقبول الاختلاف"، منوها ب"انخراط رجل دولة من طينة السيد عبد الرحمان اليوسفي في تشجيع الثقافة ودعم هذا المشروع الذي ابتغاه جلالة الملك للمغرب". ويشكل هذا المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة ما بين 20 أبريل الجاري و4 شتنبر المقبل، فرصة لاكتشاف السيرة الحرفية والإبداع الفني المتفرد لهذا الفنان (1901 – 1966). فرصة لالتئام أكثر ويعكس هذا المعرض، الذي يقام بقاعة العرض "فريد بلكاهية" وفق مسار زمني، الإبداع الفني لألبيرتو جياكوميتي، من ستامبا إلى باريس: من النحت التقليدي إلى الطليعة الباريسية، ثم إفريقيا في أعمال جياكوميتي، وأعمال النضج . ويمثل المعرض، الذي يعتبر إنتاجا مشتركا بين المؤسسة الوطنية للمتاحف (المغرب)، ومؤسسة جياكوميتي (سويسرا)، بإشراف كاثرين جريني وبمساعدة سيرينا بوكالو موسيلي، فرصة لالتئام أكثر من مائة عمل فني من أفضل ما حفظته أغنى مجموعات المؤسسة، كما يتيح إمكانية الوقوف على المسار الفني لأحد كبار أساتذة الفن التشكيلي في القرن العشرين. ويقدم هذا المعرض، عبر تسلسل زمني موضوعاتي، مختلف ملامح الإنتاج الفني لجياكوميتي، بتناول الموضوعات الرئيسة لفكره الإبداعي، وذلك من خلال 46 منحوتة و19 لوحة و30 رسما، إلى جانب بعض الأشكال الفنية والزخرفية والتوثيقية بالتصوير الضوئي التي تعرف بالجوانب الغنية من عمل جياكوميتي، مع تسليط الضوء على التأثير الكبير الذي لعبه لقاء هذا الفنان بفنون إفريقيا، والآثار المصرية التي كان قد اطلع عليها بقصر تروكاديرو ومتحف اللوفر وعلى صفحات المجلات الفنية الصادرة آنذاك.