''مصطفى همو'' طفل حُمِل سبع ساعات فوق النعش وسط الثلوج قبل أن يدفن غريبا في بني ملال وسط أفراد من عائلته وقلة من المحسنين دفن جثمان الطفل مصطفى همو بمقبرة أدوز الدوار المحاذي لبني ملال بعد زوال الأحد الماضي بعد رحلة مؤثرة لطفل من أعماق الجبال. وكأن الغرفة رقم ثلاثة بجناح السل والجهاز التنفسي التي استقبلت مصطفى همو بداية الأسبوع الماضي قد ضاقت بضيفها ،لتلفظه جثة هامدة بعد أربعة أيام كان يرقد فيها الطفل "مصطفى همو" بين الحياة والموت،كانت رحلته الشاقة قبل الوصول إلى المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال قد قربت منه المصير المحتوم . "حملناه سبع ساعات فوق النعش بالتناوب وسط الثلوج من دوار" آلوز" بجماعة تيلوكيت، للوصل لجماعة آيت محمد الأقرب إلينا ومنها حملناه فوق سيارة الإسعاف للمستشفى بأزيلال "،يحكي عمه همو الحسين ل"المساء" ، لم يتحقق أمل أسرته الصغيرة بتطبيب الطفل مصطفى همو بأزيلال ،إذ بمجرد وصولهم للمستشفى الاقليمي بأزيلال حتى طلب منهم نقله على وجه السرعة لبني ملال،"كانت المدة التي قضاها مصطفى في الدوار وسط الثلوج والبرد القارس بالدوار، في انتظار أن يصبح الجو صحوا، كافية ليتمكن السل من جسده النحيل ويدخل في غيبوبة طويلة ،لم يخرج منها حيا ". عندما زارت "المساء" الطفل مصطفى همو بغرفة مكتظة بالمرضى بالمركز الاستشفائي الجهوي ،غرفة تضم أزيد من ثماني أسرة ،كان والد مصطفى وعمه يحاولان بجهد أن يكلما مصطفى دون نتيجة، كانت عيناه تنظران إلى سقف الغرفة في غيبوبة غريبة ، كانت عبارة "ضرورة استمرار تزوده بالمصل"السيروم" مريض متعب "، العبارة المكتوبة بقلم حبر فوق سريره ، تلخص حالة مصطفى الذي يقول عمه أن فقر الأسرة و"عزلة المنطقة كانت كافية لينتشر المرض في جسد الطفل". من وقف في جنازة مصطفى الصغيرة بأدوز مساء الأحد الماضي تأثر لحالة غريب دفن في بلد غريب، قبل أن يتطوع محسن حضر الجنازة ، ويتكفل بنقل والد مصطفى همو وأشقائه إلى دوار آلوز بجماعة تيلوكيت بأزيلال . قصة مصطفى تنضاف إلى قصص تتكرر بنفس التفاصيل ، مريض يحمل فوق النعش ساعات وسط الثلوج قبل الوصول لأقرب طريق ،سيارة إسعاف تنقل المريض بعدما تدهورت حالته ، عناية مركزة ووفاة يدفن بعدها الجثمان في إحدى مقابر بني ملال غريبا عن أهله وبلدته، قد لا يعود أهله أبدا لقة ذات اليد لرش الماء والورود على القبر الغريب ، ينضاف قبر مصطفى إلى قبر عائشة الزاهير التي توفيت السنة الماضية متأثرة بالبرد القارس، بعدما نقلت فوق النعش وسط الثلوج من آيت عبدي قبل أن تتوفى بدورها بمستشفى بني ملال. المصطفى أبوالخير جريدة المساء عدد 1054 الأربعاء 10 فبراير 2010