ناشد مجموعة من المواطنين من دوار تينيلفت المحسوب على جماعة آيت محمد بإقليم أزيلال، الجهات المسؤولة «بالتدخل لفك العزلة المضروبة على منطقتهم». وقال سعيد أزلماظ أحد السكان في تصريح ل«الأحداث المغربية»، بأن «الدوار الذي يقطنونه يبعد عن مركز آيت محمد بمسافة تتراوح مابين 15و20كلم، وعن أزيلال بحوالي 40 كلم. والطريق المؤدية لدوار تينيلفت هي مجرد مسلك وعر وسط الجبال لاتعبره سوى البهائم، حيث يقطع السكان على الدواب مسافة عشر كيلومترات للوصول إلى الطريق المعبد عند نقطة تاغبالوت ،وهناك عليهم انتظار وسائل النقل عدة ساعات للوصول لآيت محمد. هذا إن لم يكن المسلك مقطوع بالثلوج، أما إن كانت هذه الأخيرة تسد الممر، فالأهالي يضطرون للسير ست ساعات...». معاناة ساكنة دوار تينيلفت، لاتقف عند هذا الحد، فالدوار تنعدم به، حسب المواطن ذاته، «أبسط شروط العيش الكريم، حيث تفتقد المنطقة لمستوصف صحي يتلقى فيه السكان المعزولون العلاج ،ودارا للولادة تلد فيها النساء المهددات بالموت».فالمرأة الحامل يضيف المصدر ذاته « إذا كان حملها عاد يجب عليها أن تنجب في البيت على يد القابلة وإن كانت حالتها خطيرة يحملها السكان فوق نعش في اتجاه نقطة تاغبالوت مسافة ثلاث ساعات من المشي، وهناك ينتظرون لساعات أخرى ظهور وسيلة نقل ...». وأكد إبراهيم واجاي أحد سكان الدوار، أن «زوجته فاظمة إوزين كانت حاملا وحالتها حرجة، فتم نقلها فوق نعش على الأكتاف ،وكانت الثلوج تسد الطريق، ومنسوب واد تامدا مرتفع، يصعب قطعه على البغال، وحينما فضل حوالي 17كلم عن الوصول، أنجبت في النعش بين الثلوج، فتوفي الطفل مباشرة . فيما تم البحث عن سيارة من نوع ترانزيت نقلت الزوجة في حالة جد متدهورة إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال، حيث قضت به خمسة عشر يوما. ورغم مغادرتها المستشفى، فلازالت تتابع العلاج». معاناة سكان هذا الدوار مع الماء الشروب، لاتقل عن معاناتهم مع انعدام الطريق والمستوصف، فأهالي الدوار، حسب سعيد أزلماظ، «موردهم الوحيد خلال فترة التساقطات هو الماء الذي تأتي به الأودية الموسمية، والذي يستمر حتى شهر ماي. وفي فصل الصيف، يشمرون عن سواعدهم للبحث عنه على متن الدواب ، بعيون تاغبالوت وكبير خرشوش، قاطعين ثلاث ساعات من الطريق».