لازالت مستمرة في جولاتها الفنية تعتبر مسرحية "بابا عيشور" لفرقة أبو الهيثم من بني ملال من المسرحيات الموجهة للأطفال التي خلقت الحدث الفني بامتياز سواء من خلال العروض المسرحية التي قدمتها بمختلف ربوع المملكة ،أو من خلال مشاركتها المتميزة في العديد من المهرجانات الوطنية و الدولية ، ومن بينها المهرجان الوطني للمسرح بمراكش والمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي بمكناس والمهرجان الدولي لمسرح الطفل بتازة ثم مهرجان المسرح بالناظور. وفي ما يخص موضوع المسرحية، فهو بالأساس يركز على المحافظة على البيئة بكل أبعادها، مثلا كالمحافظة على نظافة الحي و سلامة الغابة ونظافة الشاطئ و الجو والمحافظة على الموارد المائية... تعتمد كل هذه المحطات على خطية منسجمة في البناء الدرامي للعرض من خلال استحضار أحداث لها علاقة ببعضها البعض؛ تظهر في البداية على أنها أحداث منفصلة لكن وحدة الموضوع (المحافظة على البيئة) تبقى هي الخيط الرابط والناظم بينها ، فالحدث الأول يفضي بك إلى الثاني ، وهكذا دواليك حتى النهاية.أما اللغة فهي لغة عربية فصيحة زاوجت بين الكلمة النثرية المنغومة والكلمة الشعرية المنظومة في أسلوب سلس وسهل يناسب المتلقي /الطفل ،هذا ولا يخلو النص من الموروث الثقافي الشعبي المغربي عبر استحضار مجموعة من الأغاني الشعبية التي يتداولها الناس عموما والأطفال خصوصا في مناسبة عاشوراء، والتي أعاد توزيعها الفنان الموسيقي عبد الفتاح النكادي. ولإعطاء نفس للنص المسرحي، حاول المخرج، المصطفى غانيم ، المزاوجة بين عدة عناصر فرجوية تحقق المتعة للمتلقي/ الطفل بالاعتماد على التشخيص المتميز و الماسكوط واستعمال الكراكيز، وذلك من اجل الوصول إلى درجة عالية من التواصل بين العرض المسرحي كإبداع، والمتلقي / الطفل كمصدر وهدف معني بكل ما يقدمه العرض المسرحي عبر رسالته التربوية بخصوص الحفاظ على البيئة بكل مكوناتها. وللإشارة فإن مسرحية "بابا عيشور" قد استفادت من دعم الإنتاج لوزارة الثقافة خلال الموسم المسرحي 2011/ 2012، كما أنها لازالت مستمرة في جولتها الفنية... وهي من تأليف وإخراج المصطفى غانيم وتشخيص عبدو الفلالي- المصطفى غانيم- نبيل البوستاوي- محمد صابر. موسيقى عبد الفتاح النكادي .سينوغرافيا حميد الدياني .مؤثرات تقنية صلاح الدين الحقاوي.