ضبطت آلات مخزنية من نوع جرافة و شاحنة و سيارة خفيفة... تابعة لجماعة بوتفردة بإقليم بني ملال و هي بصدد نهب غابة الدولة و قلع و نقل منتوجات غابوية من طرف الأعوان الموسميين الذين تم استغلالهم في ضيعة رئيس الجماعة المقامة على حساب ملك الدولة الغابوي ، دون حسيب ولا رقيب و ذلك ضدا على المقتضيات القانونية الصادرة في هذا الصدد و المتعلقة بتسيير واستغلال حظيرة السيارات التابعة للدولة و الجماعات المحلية. و إلى ذلك و أمام نزيف إهدار المال العام هذا ، و الذي يتسبب فيه استغلال سيارات و آلات الخدمة و وقودها و عمالها في أغراض شخصية ، فقد أصبح واجبا أكثر من أي وقت مضى تدخل سلطات الوصاية بولاية جهة تادلة أزيلال لاتخاذ تدابير عملية صارمة في حق المتسببين في تبذير أموال دافعي الضرائب ، و وضع حد لاستغلال آليات الجماعة و سيارات الخدمة في الأغراض الشخصية خصوصا بعد ادعاء عدد من وزراء الحكومة الحالية بأنهم جاؤوا لترشيد النفقات و لوضع حد للفساد و التسيب الذي كان يطبع تسخير حظيرة سيارات الدولة و الجماعات المحلية خارج القانون. هنا يظهر جزء من الطريق التي فتحت داخل غابة الدولة. و في أعلى الجبل تظهر بقايا البناية العسكرية القديمة. تجدر الاشارة الى أن لجنة تابعة لإدارة المياه و الغابات عاينت بالقرب من منزل رئيس الجماعة الدمار الذي ألحقه هدا الأخير بغابة الدولة من قطع أشجار الغابة و قلع جذورها و احراقها و فتح طريق بالملك الغابوي لاستعماله لنقل مواد بناء ثكنة عسكرية قديمة بعد الاقدام على هدمها ، و كذلك اتلاف علامات الحدود الغابوية و بناء ساقية و مد خطوط الكهرباء بملك الدولة و توسيع ضيعته على حساب الملك الغابوي بتطويع الأراضي و ضمها الى ضيعته... إلا أن المثير للغرابة مرة أخرى هو احلال والد هدا الرئيس المتورط بما لا يدع مجالا للشك محل ابنه رئيس الجماعة في مواجهة التهم المنسوبة اليه أمام القضاء ، و دلك لإفلاته من المتابعة و العقاب اداريا و قضائيا، خصوصا و أن الأب طاعن في السن و لا تُنفد في حقه أحكام المحكمة المتعلقة بالمخالفات الغابوية . و في صريحات ملتوية لهدا الأخير عن هوية مالك الآليات المستعملة في الجريمة يصرح بعد اعترافاته التلقائية بكل التفاصيل و نسبها اليه، أنها تعود ملكيتها لشخص مجهول لا يتذكره و لا علاقة لها بالجماعة التي يرأسها ابنه حسب ذكره. هنا يظهر جزء صغير جدا من المساحة التي تم الاستحواذ عليها و التي عاينتها لجنة تفتيش اقليمية. العمل الاداري في خدمة الفساد و لان نهب المال العام من المميزات الأساسية لجماعة بوتفردة على امتداد الثلاث سنوات الماضية ، فلا يعقل أن يحصل تحول جدري بفتح ملفات الفساد المرتبطة بالترخيص العشوائي للبناء و التسيير والتجهيز وصرف ميزانيات وتبذيرها في مشاريع مغشوشة وهمية في الغالب الأعم، فالحالة بقيت على حالها ولا جديد يذكر رغم حلول لجن مختلفة للتفتيش بالجماعة ، فممارسة الشأن المحلي والسلطوي الاداري تحكمه عقليات حربائية (وطبعا هناك استثناءات) تلبس أقنعة لكل المناسبات وتعرف كيف تقيس درجات الحرارة وردات فعل المواطنين، هذه المهزلة السياسية الادارية ساهمت في استمرار لوبي الفساد المتحكم في خيرات الجماعة يلعب فيه الرئيس دورا رئيسيا، وتوزيعها على الشرذمة المتواطئة ويستمر المسلسل و المهزلة والضحايا طبعا الرعايا من الطبقة الكادحة و الساكنة المستضعفة ،لان المجتمع المدني منعدم ولا أحد يستطيع تحريك ساكن لان الادارة مشاركة في اللعبة و متورطة مع الرئيس ، مما جعل الفساد يستفحل ويستشري بشكل مخيف يهدد المستقبل التنموي بالجماعة . والسؤال العريض الذي يطرحه المواطنون بأيت عبدي ممن لحقتهم استفزازات ادارة المياه و الغابات هو : لماذا الاستثناء ببوتفردة دون باقي جماعات الإقليم ؟ علما أن جماعات مجاورة لا تفصلها عن بوتفردة إلا أمتارا قليلة ، تمكنت فيها مصالح المياه و الغابات من حجز شاحنة كانت تقل أمتعة قائد القيادة و كمية من خشب الأرز، لكن أعين السلطة الموقرة عن كل ذلك مغمضة وآذانها صماء تجاه الآمر بالصرف . هنا يظهر جزء من غابة الدولة التي ازيلت منها أشجار الغابة و لم تتم معاينتها بعد من طرف مصالح المياه و الغابات.