فشل إعادة هيكلة البنية التحتية وإزالة مخلفات تسونامي الجبال جماعة اولاد امبارك تحولت مياه الأمطار الطوفانية التي هطلت على الجبال إلى سيول محملة بالأوحال والصخور والمواشي وجذوع الأشجار وأمتعة أهالي الدواوير المتموقعة على طريق السيول، وقد حاصرت هذه الأخيرة مجموعة من الدواوير التابعة لجماعة اولاد مبارك بني ملال. وقد حوصرت دواوير بأكملها بواسطة السيول التي نزلت عبر عدة مجاري من كل الجوانب، وبالرغم من أن التساقطات كانت قليلة لم تسلم منها البنايات التي خضعت في بنائها للمواصفات الحضرية، ولم يسلم حتى مقر الشبيبة والرياضة وملعب كرة القدم باولاد امبارك في غياب تام للمسؤولين عن الشأن المحلي. حيث بقيت مجموعة من المنازل محاصرة، لم يتمكن المتضررين من الخروج أو الدخول إليها أو إزالة الطوق الذي فرضته عليهم السيولة ولم يؤثر ذلك في الجهات المسؤولة للتدخل لفك الحصار على المتضررين. وقد عبر احد المواطنين ويدعى الداكري الحسين عن تدمره العميق بسبب غرق منزله من نوع فيلا، خصوصا أنه تضرر السنة الماضية من نفس الظاهرة لأكثر من ست مرات لا ينجو خلالها من الحصار الطبيعي إلا بتدخل رجال الوقاية المدنية. وقد أرجع المواطن نفسه وهو معلم متقاعد طلب من المنعطف الإشارة إلى اسمه، سبب ذلك إلى أن الطريق رقم 3111 الرابطة بين أولاد أمبارك ووازيزغت الذي تم إصلاحها منذ سنة ونيف أصبحت مرتفعة دون مراعاة ضرورة وضع مجاري لتصريف المياه حيث أصبحت الطريق تشكل سدا يجمع مياه الفيض التي تغرق بدورها الدواوير المحيطة على نطاق واسع، حسب ما صرح به نفس المتضرر وأضاف أن مجاري تصريف مياه الأمطار كانت مدرج في المشروع على طول هاته الطريق التي تعرف فيضانات سنوية وقال إن المسؤولية تقع على الشركة التي أنجزت المشروع وكذا المسؤولين. وتضررت البنايات منذ السنة الفارطة رغم أنها مبنية على جنبات الطريق منذ أكثر من 15 سنة. ويضيف "وجهنا عدة شكايات في الموضوع لجماعة أولاد أمبارك والقيادة ودائرة بني ملال وولاية الجهة والمديرية الإقليمية للتجهيز لأكثر من عشر مرات دون جدوى في غياب أي جواب مقنع هذا إلى جانب ثلاثة عرائض من طرف سكان المنطقة، سوى مديرية التجهيز التي وعدتنا بإحداث قنوات لصرف المياه خلال جواب لها السنة الماضية، أي حوالي ست قنوات دون أن يتم ذلك على أرض الواقع"، وأضاف نفس المتضرر أنه صرف كل ما بحوزته المقدر بأكثر من 150 مليون على الفيلا ولم يتبقى له أي شيء. وقد صارت الفيلا وحديقتها وجنباتها عبارة عن بركة مائية وذلك قد يعرضها للسقوط في أية لحظة. ولم يتضرر هذا المواطن وحده من الفيضانات الأخيرة، فلم تسلم بعض مؤسسات الدولة منها دار الشباب وملتقى الطرق والطريق الوطنية رقم 8 على بني ملالمراكش، فمنذ أكثر من سنتين أصبحت في وضعية يصعب المرور معها ناهيك عن الحوادث الطرقية التي تتسبب فيها الحفر المزمنة بهاته الطريق، وحتى كتابة هذا المقال لم تجد الجماعة طريقة لحل مشاكلها المادية التي هي سبب المشاكل المتبقية في انتظار تخصيص ميزانية.