تسببت التساقطات المطرية الأخيرة بمنطقة سيدي سليمان والغرب بإقليمالقنيطرة، في انهيار حوالي مائة منزل مشيدة من الطوب والقصدير. وأكدت مصادر "المغربية" أن 89 أسرة في جماعة أولاد السي حمادي فقدت منازلها، وتقطن في مخيم من "النوايل"، بينما في الجماعة القروية دار بلعامري تضررت 109 أسر. وأضافت المصادر أن التساقطات المطرية الغزيرة، ليلة الثلاثاء الماضي، تسببت في إتلاف خيام غمرتها المياه، مثل دوار الصيابرة، الذي مازال سكانه المتضررون من فيضانات فبراير 2010 يقطنون الخيام. وأشارت مصادر إلى أن مشروعا لإيواء هؤلاء السكان المتضررين، وعدت به عمالة القنيطرة والمجلس الجماعي مازال متعثرا، ما جعل السكان يطالبون بتوفير سكن لائق يحمي كرامتهم وآدميتهم. وأضافت المصادر أنه، رغم تشرد مئات من الأسر بفعل الأمطار والفيضانات، فإن بعض الجهات المسؤولة لم تتدخل لإيوائهم في مؤسسات تعليمية أو محطات ومستودعات للحوامض، حفاظا على سلامتهم وصحتهم، موضحة أن أكثر السكان تضررا هم القاطنون قرب مجرى الوادي. واستنادا إلى مصادر أخرى، فإن تلاميذ هذه الدواوير انقطعوا عن الدراسة، بعد أن جرفت السيول أدواتهم المدرسية. وتكبد سكان دواوير أولاد بن حمادي، ودار بلعامري، والصيابرة، خسائر مادية كبيرة، بانهيار المنازل ونفوق رؤوس الأغنام وإتلاف المحاصيل الفلاحية، وأصيبوا بأمراض مزمنة، من قبيل الربو والحساسية والزكام. وأفادت المصادر أن السكان مهددون بالإصابة بأمراض مزمنة، مثل التعفنات في الأمعاء، بسبب تلوث مياه الشرب والحمى والتهاب السحايا والملاريا. ويعيش سكان دواوير البحارة، والعزابة، وأولاد عبو، وأولاد كزولي، بجماعة أولاد حساين بمنطقة سيدي سليمان، المتضررون من فيضانات السنة الماضية والحالية، حالة من الهلع، خوفا من أمطار يناير وفبراير المقبلين. وفي جنوب البلاد، كشفت مصادر "المغربية" أن الفيضانات ضربت الحصار على تارودانت وإنزكان والدشيرة وتكيوين، بسبب ارتفاع منسوب مياه الأودية العابرة للمنطقة، وداهمت مياه الأمطار 45 محلا تجاريا بسوق إنزكان، ودمرت 60 شاحنة. وذكرت مصادر من إنزكان أن جل شوارع المدينة غرقت بمياه الفيضانات، وشلت حركة السير، بسبب التساقطات، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، كما ارتفع منسوب مياه واد سوس، الذي تدفق على تكيوين وإنزكان والدشيرة. وأضافت المصادر نفسها أن حوالي 45 محلا تجاريا بسوق إنزكان غمرتها المياه والأوحال، وتعرض أزيد من 150 تاجرا لأضرار مادية، كما دمرت محركات حوالي 60 شاحنة، وعلقت حركة البيع بالسوق، ما أثر على تزويد سكان المدينة بالخضر. واعتبرت المصادر أن المشكل يعود إلى ضعف البنيات التحتية بالمنطقة، وغياب التدخل لحمايتها من مياه واد سوس، الذي يهدد المناطق الثلاث كل سنة. وشلت شوارع أكادير، بسبب غزارة الأمطار، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، كما داهمت المياه عددا من المنازل والمحلات التجارية والمؤسسات العمومية في سبت الكردان، وهوارة، وأولاد تايمة. وضربت الفيضانات الحصار على إقليمتارودانت وجل المناطق التابعة له، إذ أفادت مصادر من المنطقة، في اتصال ل"المغريية" أن ارتفاع منسوب مياه عدد من الأودية العابرة للإقليم، ألحق أضرارا وصفتها بالجسيمة، وتعذر المرور عبر قنطرة سوس، وقنطرة الواد الواعر، وانقطعت الطرق الرابطة بين منطقة سوس وجماعة أولوز، وحوصرت عدد من الدواوير، خصوصا دواوير أولاد برحيل، وأولاد عيسى، وأيت إعزا. وعلمت "المغربية" أن عددا من المنازل سقطت بسبب غزارة الأمطار، ولجأ سكانها للمبيت بالمساجد، فيما أفادت فعاليات جمعوية أن وعورة المسالك ومحاصرة بعضها بالمياه حالت دون تحديد عدد المتضررين وتقديم المساعدة للأسر التي أصبحت دون مأوى.