استجاب مناضلو ومناضلات بني ملال لدعوة حركة 20 فبراير إلى تنظيم إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة تضامنا مع كل المعتقلين السياسيين بالسجون المغربية ولقد رابط رفاق بني ملال بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والذين بدؤوا شكلهم النضالي/ التضامني يوم السبت 29 شتنبر حيث دخل في الإضراب عن الطعام أعضاء من الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين فروع تنسيق بني ملال وأعضاء عن حركة 20 فبراير. وصادف ذات اليوم المؤتمر الجهوي الثالث لحزب العدالة والتنمية المنظم تحت شعار: "الجهوية الحقيقية أساس التنمية الشاملة" فاستغل مناضلو الجمعية الوطنية الفرصة لحضور الجلسة الإفتتاحية المنعقدة بالقاعة المغطاة ببني ملال والتي أطرها وزير التعليم العالي السيد الحسن الداودي. وعلى غير عادة، فلقد أخذت القاعة منحى آخر بمجرد أن ولجها مناضلو الجمعية الوطنية حيث تم تعنيفهم وضربهم ورفسهم بالأقدام ورميهم خارج القاعة من طرف "اللجنة التنظيمية" أمام مرأى السيد الوزير ونواب برلمانيين عن ذات الحزب ومن أحزاب أخرى ممن حضروا أول أيام المؤتمر الجهوي الذي ستمتد أشغال مؤتمراته المحلية إلى غاية 21 أكتوبر. ولقد عاينا حالات المصابين والتي كانت بين كسور ورضوض متفاوتة الخطورة بالمستشفى الجهوي ببني ملال الذي استقبل حالتين خطريتين وهي حالة الكاتب الإقليمي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين السيد خالد بورقية الذي أصيب بكسرين، الأول على مستوى الرجل اليمنى وكسر آخر على مستوى يده اليمنى ورضوض في كل أنحاء الجسد، وحالة نور الدين السعدي عضو الجمعية الذي أصيب في جهة اليسار بالقرب من القلب. يقول بورقية بشأن الواقعة:" إن الطريقة التي تم بها التعامل معنا داخل القاعة تظهر جليا أنهم أناس مدربون على التصفية ولم نكن نتوقع أن تتوفر العدالة والتنمية على جناح عسكري مدرب ومنظم، تحركاتهم كانت منظمة ومضبوطة وتحت قيادة شخصين نعتبرهم قياديين ميدانيين والغريب أنهم كانوا يكبرون كمن يجاهد في الكفار...كما أسمعونا وابلا من الكلام النابي والخاذش للحياء العام وعندما أنتهوا من غزوتهم رددوا: (اللهم آتينا النصر الذي وعدتنا به)، بل أكثر من هذا هددونا بالمتابعة وبتصفية الحسابات وحتى في كلمة الكاتب الإقليمي المنشورة على شبكات التواصل الإجتماعي نعتنا ب"العقارب" وقال إن "عدتم عدنا" وأكد خالد أبو رقية أن حضورهم للجلسة الإفتتاحية لم يكن بنية النسف أبدا لأن الجمعية حين تريد النسف فإنها تنسف بأشكالها المناسبة وتعد العدة لذلك وما كان حضورنا في إفتتاح مؤتمر البيجيدي إلا تجسيدا لموقفنا تجاه حزب يقود الحكومة ومسؤول على السياسات العامة، فهو غير بعيد من الاحتجاج وموقفنا واضح وهو رفضنا لسياسة الحكومة وتفاقم أوضاع المعطلين بالبلاد. وفي الوقت الذي استقبلوا فيه الصهيوني الإسرائيلي عوفير برونشتاين بالتمر والحليب وأقاموا على شرفه مآدب عشاء ضخمة يستقبلون بالمقابل أبناء الشعب المغربي الأحرار والأوفياء بالقمع والتعنيف وهذا يجعل البيجيدي في صفه الحقيقي" يقول خالد. وفي سؤالنا عن قادم الخطوات التي ربما ستكون رد فعل تجاه الأحداث رد خالد: "الجمعية الوطنية تحتفظ لنفسها بكافة حقوق الرد المكفولة وبما يتناسب مع مواقف ومبادئ وكفاحية الجمعية بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب وبالمكان المناسب وردنا لن يكون بلغة البيانات فقط بل سيكون ردا يتناسب وواقع المكتسبات التي راكمها الشعب المغربي". انتهى كلام خالد بورقية. وبعد ما اسموه ب"الغزوة" أصدر رفاق خالد بورقية بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين تنسيق فروع بني ملال بيان إدانة، ومن غير المستبعد أن تطرق الجمعية الوطنية أبواب القضاء حسب أخبار متداولة، ومن المنتظر أيضا أن تصدر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال بيانها بعد أن عاينت ورصدت خروقات لحقوق الإنسان الشيء الذي يتنافى جملة وتفصيلا مع ما جاءت بها المواثيق الدولية والتي صادقت عليها الدولة المغربية خاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يضمن للإنسان الحق في التعبير وفي الاحتجاج وفي التظاهر السلمي ومنه البنذ الخامس الذي يقول:" لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة". ولقد عرفت طنجة أيضا تدخلا عنيفا في حق المحتجين الذين حاولوا ايصال رسالتهم واحتجاجاتهم لرئيس الحكومة السيد عبد الإلاه بنكيران الذي حضر اشغال الجلسة الإفتتاحية بطنجة والذي رد على الغاضبين من سياسته وبنبرة حادة قائلا: "أنا ماكانخافش منكوم..." وهي نفس الخطابات التي أشهرها بنكيران في مجموعة من المدن كوجدة والدار البيضاء وأكادير خلال مؤتمرات حزبه الجهوية والمحلية والتي عرفت أيضا انتقادا لاذعا بين الأوساط الحزبية الأخرى خاصة اليسارية منها والتقدمية والجمعيات الحقوقية والمهتمين بالشأن السياسي بالبلاد.