من الآن فصاعدا، بات المهاجر المقيم بالديار الفرنسية غير مرحبا به، فلا أهلا و لا سهلا به ما لم يقبل بتغيير وظيفته إلى البناء أو المحاسبة أو صناعة الخشب. حول هذا الموضوع ، صرح وزير الداخلية الفرنسي "كلود غيان" الأسبوع الجاري بقرار حول حصر رخص عمل المهاجرين بفرنسا في البناء و المحاسبة و صناعة الخشب، و هو الأمر الذي سيضطر من خلاله المهاجرون إلى تغيير مهنهم إذا ما رغبوا بالبقاء بفرنسا. و علل الوزير الفرنسي قراره هذا، بأن من واجب الحكومة الفرنسية إيجاد وظائف للمتواجدين أصلا بالأراضي الفرنسية أي للفرنسيين فقط لا أن تجلب مهاجرين من دول أخرى ليصبحوا عاطلين فوق تراب دولة المبادئ الثلاثة. كلود غيان و هو المعروف بعنصريته و تشبته المبالغ فيه بحق الفرنسيين في العيش بفرنسا كما هي. كيف لا و هو القائل:" الفرنسيون يريدون أن تبقى فرنسا هي فرنسا" نسي أو تناسى حينما أعلنت فرنسا و بريطانيا و مستعمراتهما الحرب على ألمانيا خوفا من المد النازي آنذاك. ربما نسي الوزير أن الجنود المغاربيون حميدة و حدو و رحو و الجيلالي.... هم من كانوا يصدون قنابل الألمان حتى يعيش المواطنون فيليب و ميشال و ألان...في أمن و سلام. حول الموضوع ذاته، اتصلت بوابة بني ملال ببعض المهاجرين بالديار الفرنسية و كانت تعليقاتهم حول الموضوع كما يلي: "من الواضح أن هذا القرار جاء نتيجة ضغط الشعب الفرنسي الذي بات يجعلنا نحس في المقهى و الشارع و كذلك الإدارات العمومية أننا نشكل عبئا على المواطنيين الفرنسيين، فأغلب الوظائف الراقية، أصبح الأفارقة المعروفون بتفوقهم الدراسي، هم من يتقلدونها، كما أن نسبة بطالة الفرنسيين ارتفعت نوعا ما، علما أن الوظائف المطلوبة حاليا بالمنطقة التي أسكن بها، بل بفرنسا قاطبة، أضحت متمثلة في التمريض و الإعلاميات. إن فرنسا تحتاج إلى الممرضين و مبرمجي الإعلاميات. و لا أخفي عنكم ذكرا، أنني تلقيت عروضا للعمل بالعشرات كوني تلقيت تكوينا جيدا بإحدى المدارس الإعلامية بالدار البيضاء إضافة إلى أنني حاصل على دبلوم برمجة الحاسوب بعدة لغات (الجافا - الجافا سكريبت- الس بلاس ...)" أنور شرف - مبرمج إعلاميات بضواحي باريس " في الحقيقة، عملت بعدة مطاعم. و غالبا ما كنت أعمل مع إخواننا التونسيين و الجزائريين في نفس المطعم. لن تتصوروا المرارة و الضغط النفسي الذي كنا نحس به بسبب الإهانات التي كنا نتلقاها دوما كوننا ننحدر من أصول عربية - إفريقية. الآن و قد تحسنت ظروفي شيئا ما هنا بضواحي بوردو الفرنسية بعد أن عملت بمزارع العنب مؤخرا و حصلت على عقد عمل لمدة سنتين، أحسست أن مثل هذا القرار الذي جاء به وزير الداخلية الفرنسي ليس إلا تجديدا لمقولة كنت أسمعها قبل أن أهاجر إلى هنا، و التي تقول بأن فرنسا للفرنسيين. نعم فرنسا يريدها أهلها أن تبقى لهم و لا ينازعهم فيها أحد من المهاجرين الذين نعتبر بالنسبة إليهم مواطنون من الدرجة الثانية او الثالثة حتى... و الأكيد أن الحكومة الفرنسية شرعت في إخبار جميع المهاجرين بضرورة تغيير مهنهم و البحث عن فرص شغل بالبناء أو النجارة كشرط أساسي للبقاء بفرنسا" سعيد التومي - عامل بضواحي بوردو