تتفاقم معاناة مواطني المناطق الجبلية لإقليم بني ملال، خاصة جماعات أغبالة، وبوتفردة، وتيزي نيسلي وناوور التابعة لدائرة القصيبة، مع البطاقة الوطنية التي أصبحت شرا لا بد منه، لإثبات وجودهم وهويتهم وقضاء مصالحهم التي تتعثر لغياب أوراق الهوية. يضطر مواطنون من الراغبين في الحصول على بطاقة وطنية التي تمنحها لهم فرق متنقلة من مصلحة التشخيص القضائي بمفوضية الشرطة بقصبة تادلة، إلى قطع مسافات تتجاوز أحيانا 120 كيلومترا عبر مسالك جبلية وعرة وضيقة. وتزداد معاناة المواطنين الراغبين في الحصول على بطاقة التعريف البيومترية لطول موعد إيداع الطلبات لدى مصلحة التشخيص القضائي بمفوضية الشرطة لقصبة تادلة، إذ يتعدى شهرا كاملا، ما يثير استياء العديد منهم، سيما أن وثائق إدارية تنتهي مدة صلاحيتها، وبالتالي يضطر المواطنون إلى إعادة استخلاص وثائق جديدة بتكاليف إضافية تثقل كاهلهم. في هذا السياق يقول مواطن جاء إلى مفوضية الشرطة بقصبة تادلة لاستخلاص بطاقته الوطنية «قطعت مسافة طويلة من منطقة تيزي نيسلي التي تبعد عن قصبة تادلة بحوالي 80 كيلومترا للوصول إلى مقر الشرطة، إلا أنني فوجئت بتحديد موعد تجاوز 30 يوما من أجل إنجاز بطاقة تعريفي الوطنية التي أصبحت في أمس الحاجة إليها لقضاء غرض إداري متوقف عليها، ونظرا لتعثر مصالحي شأن مواطنين آخرين، بات من الضروري إرسال أمنيين إلى مناطقنا النائية وبالضبط في بعض المراكز الاجتماعية القريبة منا لإنجاز هذه الخدمة إسوة بما يحدث بإقليم أزيلال التي انطلقت فيها حملة إنجاز البطاقة الوطنية منذ 21 نونبر الماضيمن أجل تفادي الاكتظاظ وتسهيل الحصول عليها تماشيا وشعار تقريب الإدارة من المواطن سيما أن التنقل إلى قصبة تادلة يكلفنا مبالغ مالية مقسمة على مرحلتين: الأولى مرتبة بإيداع الملف ووضع البصمات والثانية لتسلم البطاقة بعدما تصبح جاهزة ... " . من جهة أخرى، يعاني موظفو مصلحة التشخيص القضائي بقصبة تادلة مشاكل لا طاقة لهم بها نتيجة عوامل أهمها الامتداد الترابي الكبير الذي تغطيه مصلحة إنجاز البطاقات الوطنية، إضافة إلى شح الموارد البشرية التي لا تتعدى ثمانية عناصر يسهرون على خدمة أزيد من نصف مليون نسمة يقطنون ب 16 جماعة ثلاث منها حضرية (بلدية قصبة تادلة، القصيبة وزاوية الشيخ ) و13 جماعة قروية (جماعة اكطاية، سمكت، أولاد سعيد الواد، أولاد يوسف، أيت أم البخت، دير القصيبة، ناوو، تيزي نيسلي، أغبالة، بوتفردة، تاكزيرت، فم العنصر وتانوغة) ما يفوق عدد طالبي هذه الخدمة بولاية أمن بني ملال التي تضم ضعف موظفي المصلحة بهذه المدينة. وأضافت مصادر متطابقة، أن عناصر المصلحة تعمل بشكل مضن لأزيد من 12 ساعة خلال اليوم الواحد من أجل تلبية العديد من طلبات المواطنين، ونظرا للطلبات المتزايدة يضطر الموظفون، رغم قلة عددهم، للاشتغال يومي السبت والأحد لما تتطلبه عمليات برمجة المعلومات بالحاسوب المركزي للمديرية العامة للأمن الوطني. وأضاف المصدر نفسه، أن المساعي المبذولة من أجل إحداث مفوضية للشرطة بزاوية الشيخ تراوح مكانها، وصار لزاما على المسؤولين فتح مقر مفوضية شرطة بالمدينة،لتخفيف الضغط على مفوضية قصبة تادلة. سعيد فالق