ان الانسان المعاصر يسعى جاهدا لتحسين جودة حياته وهذا على الاطلاق حق مشروع. غير ان هذه المشروعية تنتهي عندا يتم هذا التحسين على حساب البيئة. من هنا فهو بلا شك يحتاج الى تربية بيئية باعتبارها اولا فلسفة ونمط من التفكير هدفه الرئيسي توجيه العلاقات البشرية مع البيئة توجيها يتلاءم وسلامة هذه الاخيرة. وبعبارة اخرى يحتاج الى اعادة النظر في نظام القيم التي بنيت عليه الكثير من المجتمعات نمط تنميتها وانتاجها واستهلاكها وعيشها. وكذا الى رفض مجموعة من الخبرات الموروثة عن الماضي وبالتالي تبني مواقفا وقيما جديدة. فالامر يتعلق اذا بتغيير نظام اجتماعي وثقافي باكمله الشيء الذي يصعب تحقيقه الا اذا اقبل الانسان عن قناعة على تكوين نظرة جديدة عن البيئة وعلاقاته . معها وبالتالي فان مفهوم التربية البيئية يجسد فلسفة هدفها هو ملا الهوة التي ما فتئت تتسع بين الانسان والبيئة التي تشكل كلا شموليا متكاملا و غير قابل للتجزيء يتميز بالتفاعل المستمر الذي يحدث بين مكوناته التي لا يجوز باي حال ان تحصرفي مجموع المكونات البيوفيزيائية بل يجب ان تشمل المكونات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الخ.. فهل استوعب مسيرو جمعية ايت ام البخث للتنمية المستدامة-جمعية المستشارين- دروسا من المبادرات الجادة للمجتمع المدني بغية بلورة وعي بيئي لدى الساكنة وخصوصا الفئات العمرية الدنيا والتركيز على وضع المنطقة على السكة الحقيقية للتنمية ؟ ام هم في حاجة الى دروس حول البيئة واهمية الحفاظ عليها ؟ اين هم مسيرو الجمعية من التنمية المستدامة التي قوامها ثلاثة مبادئ اساسية هي؟: الحفاظ على المجال البيئي وتثمينه الجواب على المتطلبات البشرية الفاعلية الاقتصادية فالتنمية المستدامة تاخذ بعين الاعتبار المكونات الثلاث لتنمية المجتمعات البشرية وتبحث عن ايجاد التوازن بينها. عمليا ان التنمية المستدامة هي تنمية اقتصادية قابلة للاستمرار وتنمية اجتماعية عادلة وايكولوجيا متوازنة انها تنمية تجيب عن حاجيات الحاضر دون المساس بحاجيات وحقوق الاجيال القادمة وليس اللهث وراء دريهمات الريع الجمعوي واستثمارها في تحريك الارداف وحشو البطون من باب التنشيط والاشعاع الثقافي.....التنمية والثقافة براء من تخادل جمعويو الريع عن المعنى الحقيقي للتنمية والتنمية المستدامة بمفهومها الشامل. فهل يا ترى سنرى نسخة خامسة من المهرجان بعد انتخابات شتنبر 2015 ؟