العامل التربوي مدخل أساسي لتنظيم الاستهلاك وترشيده أكدت السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي اليوم الجمعة بالرباط ،أن العامل التربوي يشكل مدخلا أساسيا لتنظيم الاستهلاك وترشيده وتمييز الزائف منه والضروري، وفقا لمقدرات البلاد ولآفاق تطورها، وذلك من منطلق كون المدرسة إطارا للتنشئة الاجتماعية والرمزية الموكول لها إرساء المشروع المجتمعي. وأضافت السيدة العابدة خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى العلمي التربوي حول موضوع "الاستهلاك المسؤول والتنمية المستدامة" ، الذي تنظمه جمعية النادي المغربي للبيئة والتنمية على مدى يومين ،أنه يتعين على المدرسة أن تزرع قيم الإنتاج المعرفي المتجدد الموجه لخدمة الإنسان، وقيم الاستهلاك المنتج الذي يساهم في تحسين شروط حياة الناس وفق الحاجيات الضرورية، وقيم الاذخار الموجه لمستقبل البشرية. وأشارت خلال هذا الملتقى المنظم بشراكة مع أكاديمية جهة الرباطسلا زمور زعير، وجامعة محمد الخامس-السويسي ،ومكتب البحر المتوسط باليونان ، إلى أن الوزارة أولت أهمية بالغة لهذا الموضوع من خلال تضمين مفاهيم التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة في المناهج الدراسية والبرامج التكوينية والأنشطة التحسيسية والتوعوية ، لترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة في صفوف المتعلمات والمتعلمين، باعتبارهم جسرا لنقلها إلى الأجيال القادمة. وأوضحت أن تشديد الوزارة على محاربة الهدر ،بما فيه الهدر المالي وهدرالطاقات والقدرات والهدر المدرسي ، وعلى تأمين الزمن الإداري ، وتحسين شروط التعلم بالمدرسة المغربية، واستثمار كل التجارب الناجحة في مختلف المجالات ، كفيل بأن يمكنها من إرساء التربية على الاستهلاك، المسترشدة بما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والبرنامج الاستعجالي. ويهدف هذا الملتقى ، الذي حضرت مراسيم انطلاقته على الخصوص السيدة التيجانية فرتات مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلا زمور زعير ، والسيد المحجوب الهيبة الأمين العام للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، إلى التوعية بأهمية الترابط بين أنماط الاستهلاك وبين المحافظة على الموارد البيئية. ويتدارس اللقاء ايضا أنماط وعادات الاستهلاك وآثارها على صحة الإنسان ، وإبراز دور الفاعلين المعنيين بمجالات التربية والإعلام والتواصل في تنمية الوعي بأنماط الاستهلاك المسؤول ، بما يخدم المحافظة على توازن الموارد البيئية والصحة العامة. ويتضمن برنامج الملتقى ،الذي من المنتظر أن ينشطه خبراء من المغرب وإسبانيا واليونان، عددا من الجلسات تتمحور حول "أنماط الاستهلاك وتأثيرها على التنوع البيولوجي" و"أنماط الاستهلاك وصحة الإنسان" و"الاستهلاك ومشكلة النفايات الصلبة" و"الاستهلاك والاقتصاد الاجتماعي" و"دور التربية والتواصل في التوعية بمفهوم الاستهلاك المستدام إضافة إلى تقديم دليل "شباب ...معا نحو استهلاك مسؤول وتنمية مستدامة" ، وتنظيم معرض للتعبير البيئي الإبداعي. كما يتضمن الملتقى ورشة تدريبية لفائدة عدد من المربين والشباب من منظمات المجتمع المدني، حول "مكافحة أنماط الاستهلاك غير المستدام" و"تطبيقات وألعاب تربوية من أجل تعزيز أنماط الاستهلاك المستدام " و"من العادات إلى القيم والاستهلاك المستدام".