جريا على عادته السنوية، نظم المجلس العلمي المحلي ببني ملال، بتعاون مع جامعة السلطان مولاي سليمان وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال وولاية الجهة ومجلسها ومركز دراسة المعرفة والحضارة ومختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث ، الملتقى العلمي السادس في موضوع "السلم و الأمن في الإسلام: الأصول الشرعية والتجليات التاريخية" وذلك يومي 25 و 26 جمادى الثانية 1436 ه الموافق ل 15 و16 أبريل 2015 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال . و تميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى العلمي السنوي بحضور السيد والي جهة تادلة أزيلال محمد فنيد و السيد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان بوشعيب المرناري و السادة عمداء الكليات التابعة للجامعة وعدد من رؤساء المجالس العلمية المحلية و الأساتذة و الطلبة الباحثين وعموم المهتمين . و عبر الدكتور بوشعيب المرناري رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان في كلمته بالمناسبة عن سعادته بالمشاركة والمساهمة في افتتاح هذا الملتقى السنوي لعدة اعتبارات منها أن هذا النوع من الأنشطة تشكل تفاعلا ملموسا وإيجابيا للجامعة مع محيطها ، إضافة إلى ما يعكسه موضوع الملتقى من أهمية بالغة في الظروف الحالية التي يمر منها العالم . وأشار المرناري إلى كون كلمة السلم من الكلمات التي نرددها في أي مكان أو إذا صادفنا شخصا ، وأن ترديدها عدة مرات في اليوم ليس بالصدفة وإنما لأهمية الكلمة ولما تحمله من معنى . وأكد رئيس الجامعة في ختام مداخلته أن المغرب نموذج للسلم والأمن والتعايش والتسامح والتعاون بين مختلف مكوناته . الأستاذ يحيى الخالقي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال أوضح في معرض كلمته أهمية هذا الملتقى العلمي في نسخته السادسة لكونه يجمع نخبة من الباحثين ينتمون إلى مجموعة من المؤسسات العلمية والجامعية. أضاف أن موضوع السلم والأمن في الإسلام شكل انشغال الدارسين والباحثين في مختلف مشاربهم العلمية والدينية وذلك لما له من أهمية عظمى في الساحة الفكرية والثقافية ، حيث ازدادت هذه الأهمية خصوصا في الفترة الراهنة وذلك بسبب طرحها لمجموعة من التساؤلات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بإشكالية التعايش والانفتاح والتكامل والاندماج من أجل تحقيق التقدم والنماء والرفاهية وتأمين تانقل وحركية الناس والمال من جهة ثانية . كما أشار الخالقي إلى أن الإشكال الكبير المطروح على الساحة الفكرية والثقافية الإسلامية المعاصرة هو كيفية التواصل والتعريف بدور القرآن الكريم والإسلام بصفة عامة في تثبيت الأمن والسلم والاستقرار ونشر قيم التسامح والمحبة ؛ وأكد أن هذا الأمر مطلوب اليوم أكثر من أي يوم مضى خاصة في ظل التحولات العميقة والصراعات التي يعرفها العالم اليوم . وختم عميد كلية الآداب ببيان راهنية موضوع هذا الملتقى العلمي السادس لكونه يهدف من جهة إلى طرح مجموعة من الآراء والأفكار حول الإشكالية المطروحة ، ومن جهة ثانية إلى تسليط الدور على دور الباحث المسلم في البحث عن منهاج شمولي يحاول من خلاله كشف القيم الإنسانية والعالمية التي يزخر بها الدين الحنيف وشكر الأستاذ سعيد شبار رئيس المجلس العلمي المحلي لبني ملال كل الجهات التي ساهمت في تنظيم هذا الملتقى العلمي المتميز ، وفي علاقة بموضوع الملتقى أشار الأستاذ سعيد إلى أنه لحكمة بالغة جعل الله تعالى الأمن والإيمان والأمانة اشتقاقا لغويا واحد ، ومعان ودلالات متضافرة تؤدي كل منها إلى الأخرى ، كما جعل سبحانه السلام تحية الإسلام بين المسلمين . وبين المفكر الإسلامي سعيد شبار أن الأصل في الدين السلم والأمن والرحمة والهداية والسماحة واللين والرفق ... ، وأن كتب السيرة والسنة لم يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقتال قط حتى يكون المعتدي هو البادئ . وشدد شبار أن حاجة البشرية اليوم إلى السلم والأمن لا تقدر بثمن ورغبة كثير من البلدان في الاستقرار والطمأنينة لا تقدر بثمن كذلك . أما الأستاذ الدكتور عبد الرحمان العضراوي رئيس مختبر مقاصد الوحي والتواصل الديني والحضاري ، فقد اعتبر أن التنظير الفكري والاجتهاد العملي المتعلق بتحقيق الأمن والسلم في الواقع المعاصر إشكالية حضارية لها جذور عميقة في الوضع الدولي المأزوم بشيوع ثقافة صدام الحضارات مقابل ترسيخ ثقافة الأمن والسلم العالمين . ويمثل هذا الوضع العالمي المتسم المتسم بالإخفاقات الأمنية المتلاحقة والمشكلات المتفاقمة في تحقيق السلم العالمي منطلقا مسوغا علميا وواقعيا في تناول المفهومين بالدراسة والتحليل من مدخل الرؤية المعرفية الإسلامية الكونية وتبيان مدى قدرتها على تقديم مسالك كلية لإرساء معالم السلام العالمي ومرتكزات الأمن الإنساني . وكعادته في كل ملتقى قام المجلس العلمي المحلي لبني ملال بتكريم مجموعة من الأشخاص ممن لهم علاقة طيبة بكتاب الله العظيم حفظا وتحفيظا ، حيث كرمت السيد محمد السماحي إمام محفظ وواعظ ، والسيد محمد بوقسيم إمام وخطيب وكاتب مصحف ، والتلميذ الطفل محمد أيت برحال فائز في المسابقة التي نظمها المجلس العلمي في حفظ أجزاء من القرآن الكريم ، كما تم تكيرم الطفلة هبة بوجبير لفوزها في مسابقة تحفيظ القرآن الكريم . هذ وقد شارك في هذا الملتقى العلمي في نسخته السادسة ثلة من الأساتذة الباحثين والفاعلين من خلال مداخلات تناقش التصورات الواردة في أرضية الملتقى والتي ترتكز على محاور ثلاثة هي : 1 التأصيل الشرعي لمفهومي السلم والأمن ومقاصدهما في الواقع الإنساني . 2 التراث العلمي الإسلامي في دراسة قضايا السلم والأمن . 3 السلم والأمن في التداول السياسي والاجتماعي : نماذج وتجارب .