(المرحلة الثانية : من 24 يونيو 2014 الى 27/6/2014 ) في إطار برنامج دعم القدرات والكفايات ، قامت وكالة التنمية الاجتماعية بتنظيم زيارة ميدانية وعملية الى إقليمشفشاون لتبادل التجارب واكتساب الخبرات لفائدة النسيج الجمعوي ببني ملال ، بشراكة مع شبكات المنظمات غير الحكومية الايطالية العاملة بالمغرب ، وذلك على مدى أربعة أيام ابتداء من يوم الثلاثاء 24 يونيو 2014 ، حيث كانت الانطلاقة من باب مقر التنسيقية الجهوية للوكالة / بني ملال ، عبر حافلة سياحية على الساعة العاشرة والنصف صباحا صوب مدينة شفشاون . ويروم المنظمون من هذه الزيارة تحقيق نتاجات وغايات جمعوية عديدة ، كاكتساب المهارة في استخدام أسلوب معين يساعد في صقل التجربة والزيادة في الأداء ، والكفاءة ، الشيء الذي سيؤدي الى تحسين الإنتاج والمرودية ، ناهيك عن : - إكساب الجمعيات والتعاونيات الزائرة مهارات بطريقة مباشرة وغير مباشرة ، - تبادل الخبرات بين النسيج الجمعوي ، - تشجيع النسيج الجمعوي المبدع ، - تنمية العلاقات الاجتماعية والجمعوية بين النسيج الجمعوي المختلف ، - تقريب وجهات النظر بين النسيج الجمعوي ، وفي حدود الساعة الرابعة عصرا ، تم تناول وجبة الغذاء بشكل جماعي بفضاء الفلين ، حينذاك تم استئناف المسار الطرقي الذي استغرقت فيه الحافلة خلال هذه الرحلة أكثر من عشر ساعات الى مدينة شفشاون . وفور الوصول الى هذه المدينة الجبلية ، تم توزيع رؤساء وممثلي الجمعيات والتعاونيات على الغرف المحجوزة بفندق طارق . وللتذكير ، فقد حضرت 39 جمعية وتعاونية ، ممثلة بثماني ( 08 ) نساء ، وواحد وثلاثين ذكرا (31 ) ، بالإضافة الى ثلاثة أطر مرافقة من الوكالة . الزيارات الميدانية في إطار تعزيز أواصر التعاون وتبادل الخبرات واكتساب المهارات للارتقاء بالتدبير الجمعوي نحو الحكامة الجيدة وآفاق أوسع ، تم تنظيم زيارة ميدانية ل: جمعية زينب للتنمية والتكافل الاجتماعي ونواته " مركز زينب للاستماع للاسرةوتاهيل المرأة ، وذلك يوم 25 يونيو 2014 ، تحت إشراف السيد : عبد السلام ريان ، منسق وكالة التنمية الاجتماعية بجهة طنجة – تطوان ، الذي رافق النسيج الجمعوي القادم من بني ملال الى كل الفضاءات الجمعوية والترفيهية والبيئية المبرمجة ضمن هذه الرحلة العملية . بعد كلمة الشكر والترحيب إزاء النسيج الجمعوي الملالي ، من طرف السيد عبد السلام ريان ، داخل مقر جمعية زينب للتنمية والتكافل الاجتماعي/ شفشاون ، تناولت السيدة: نعيمة أيت قدور المسؤولة الإدارية للجمعية ، حيث سردت منظومة الجمعية وإطارها القانوني ومسارها الجمعوي ومكوناتها وأنشطتها ومجالات تدخلاتها وآفاقها المستقبلية منذ نشأتها سنة 1999 بمبادرات نسائية من المرأة إلى المرأة قصد تحقيق تنمية مجتمعية مستديمة ، ومن اجل امرأة مكرمة ، وأسرة متماسكة ومستقرة . كما تعمل هذه الجمعية ومركز الاستماع تحت مكتبها المسير المكون من العنصر النسوي فقط برئاسة السيدة: فوزية الشبلي ، وبشراكة مع المحكمة الابتدائية وخلية المرأة والطفل بذات المحكمة بمدينة شفشاون ، والمساعدات الاجتماعيات بمندوبية الصحة ومستشفى محمد الخامس ، وطبي نفساني ، وهيئة المحامين وغيرها . وفي ذات الكلمة ، عرضت المسؤولة الإدارية مختلف الأنشطة التي تقوم بها الجمعية والمركز من خلال ثلاث لجن وظيفية : - اللجنة القانونية ، - اللجنة الاجتماعية ، - اللجنة الصحية ، تروم منها امتصاص حدة المشاكل التي تعترض العائلات عن طريق الاستماع والتوجيه ولمصاحبة والمساندة ، ناهيك عن مواكبة تطلعات وانتظارات المنخرطات ودوافع المشتكيات والمشتكين . ومن أبرز الورشات العملية لهذه الجمعية : - ورشة السيراميك ، الخياطة والفصالة ، الخياطة الصوفية ، دروس محو الأمية بعد ذلك ، فتح باب الأسئلة لإشراك النسيج الجمعوي الضيف في النقاش وتبادل الأفكار والتصورات ، والتي مرت في جو غمرته روح المسؤولية ونكران الذات . وفي ذات السياق أيضا تمت زيارة مقر تعاونية تلسمطان للنسيج خلال الفترة الصباحية ، حيث تفقد النسيج الجمعوي لبني ملال كل مرافق التعاونية ، مساهما في اقتناء بعض المعروضات النسيجية اليدوية . وتوجت الفترة الصباحية بتنظيم زيارة مماثلة الى المنتزه الوطني لتلسمطان بشفشاون من خلال معاينة كل مكونات المتحف الايكولوجي التابع للمياه والغابات باعتباره ثروة طبيعية متميزة ، بالإضافة الى تناول وجبة غذائية بالفندق المعلوم ابتداء من الساعة الثانية زوالا . العروض التقديمية تبعا للبرنامج العام الذي سطرته الوكالة ، وخلال الفترة الزوالية ليوم الأربعاء 25 يونيو 2014 ، تم تقديم عرض بيئي وعلمي من طرف أستاذ مادة علوم الحياة والأرض ، السيد : رشيد مومونيابة عن جمعية الإنسان ، المجال ، البدائل بمدينة شفشاون ، والذي أبان الأستاذ من خلاله الضرورة الملحة للحفاظ على الموروث الإنساني والطبيعي ، وحماية التربة ، وما تزخر به شفشاون من بيئة ايكولوجية متنوعة وذات طابع جبلي وبنية حديثة أكثر عرضة للانجراف والتعرية . كما تطرق الى الحلول والبدائل العلمية والعملية كتشجيع الفلاحة الطبيعية والسياحة التضامنية والبيئية ، وتشجيع البناء البيئي الأصيل ، على غرار التحسيس بأهمية الدورات التكوينية والو رشات الفلاحية حول التربة وأنواعها والطرق البديلة الكفيلة باستغلالها استغلالا جيدا عن طريق استعمال السماد الطبيعي الغني بمكونات البوتاس ، الفوسفور، الأزوت . أما العرض الثاني ، فكان من تقديم السيدة: نعيمة ايت قدور ، المسؤولة الإدارية لجمعية زينب للتنمية والتكافل الاجتماعي بمدينة شفشاون ، حيث استعرضت بالشرح والتوضيح أهداف وغايات وبنية الجمعية ومركز الاستماع ومكوناتهما وأنشطتهما المتنوعة ومشاريعهما الانمائية والشركات المبرمة داخل وخارج المغرب مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية ، بالإضافة الى الآفاق المستقبلية والطموحات المرجوة في الشق الاجتماعي والحقوقي والبيئي والتربوي وغيرها من المجالات . وبخصوص العرض الثالث ، فقد أشرف على تقديمه السيد: محمد بحري ، عن جمعية الأفق لبناء القدرات من مدينة بني ملال ، التي يعود تاريخ تأسيسها الى سنة 2010 ، تروم حسب أهدافها التقليص من الهشاشة وتقوية قدرات الفئات المعوزة والفقيرة من خلال مواجهة المخاطر والتهديدات المحتملة زيادة على الرعاية الصحية المجتمعية للإنسان ، عبر القيام بدراسات وأبحاث ودعم القدرات والمواكبة والتحسيس والاشتغال على الهجرة الخارجية " الحريك " باعتبار جهة تادلة – أزيلال " مثلث الموث في ذلك . أما العرض الرابع والأخير ، فكان من تاطير السيدة: زهيرة بلبركة عن جمعية نساء المناطق الجبلية ، والذي تناولت خلاله السياق العام الذي تأسست فيه الجمعية والغايات المأمولة في المجال الحقوقي والاجتماعي والاقتصادي عبر القيام بأنشطة و ورشات متنوعة وتقديم مشاريع تنموية مختلفة تعود بالنفع العميم على الفئات المستهدفة والشريكة . وموازاة مع هذه العروض الأربعة ، تم فتح لائحة اسمية للتساؤلات من طرف ممثلي الجمعيات والتعاونيات ، والتي أجاب عنها المؤطرون الأربعة بشكل وافي وتفصيلي . وخلال الفترة المسائية ، قام النسيج الجمعويبجولة سياحية الى وسط شفشاون وأزقتها ودروبها ومدينتها العتيقة ، حيث استمتع الجميع باصالة وعراقة وشعبية وحفاوة سكانها ، وذلك بعد معاينة المنزل الذي تم تصوير فيه مسلسل " بنات لالة منانة" ، المحاذي للموقع الطبيعي"رأس الماء " . أما اليوم الثالث ، الذي صادف الخميس 26 يونيو 2014 ، فقد عرف عدة زيارات تفقدية وعملية ، أولها كانت الى تعاونية جنان الريف لتجفيف الخضر والفواكه ( التين ، البرقوق ، الطماطم ، ) وكذلك الأعشاب الطبية والعطرية ( الزعتر ، النافع / اليانسون ، حبة حلاوة ، الحبة السوداء/ السانوج ... ) . قدم المسؤول عن هذه التعاونية شروحات لسلسلة الإنتاج ، بدءا من عملية الفرز والانتقاء للمواد الأولية ، ومرورا بالتجفيف والتلفيف ، وانتهاء بالتسويق والتصدير الى بلجيكا والأسواق والزبناء والمتاجر التجارية داخل المغرب . أما الزيارة الثانية ، فكانت نحو مركز اتحاد تعاونيات تربية النحل " ريف الشاون " لتسويق العسل ، حيث تناول الكلمة السيد : لمفضل لغداس رئيس اتحاد 14 تعاونية بإقليميشفشاون ووزان ، تم بعده أمين مال الاتحاد التعاوني السيد : شادي خيروني ، الذي أكد في معرض شرحه مشاركة اتحاد التعاونيات بالمعارض الفلاحية وحصول الاتحاد على أحسن جائزة في العسل بمدينة مكناس سنة 2012 ضمن فعاليا ت المعرض الدولي للفلاحة بالعاصمة الإسماعيلية . وارتباطا بذات الموضوع ، تم الاستماع الى تجربة النسيج الجمعوي لبني ملال من خلال رئيسي جمعيتين اثنتين الأولى تعنى بانتاج وتسويق الحليب ، والأخرى بانتاج الزيتون . وبعد الانتهاء من ذلك ، تم التوجه الى وحدة إنتاج جبن الماعز بشفشاون ، حيث تعذر عن الحضور مسؤولو هذه الوحدة الإنتاجية للجبن التابعة للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز ، إذ اكتفى النسيج الجمعويالملالي بمحض إرادته معاينة فضاءات وحدة إنتاج الجبن ، انطلاقا من مكان تجميع الحليب بنقطة البيع والاستقبال الى عملية تلفيف الجبن وتوزيعه وتسويقه عبر وسائل نقل خاصة تابعة للتعاونية . انتهت الحصة الصباحية بزيارة وحدة إنتاج الفطريات المزروعة في المناطق القروية لإقليمشفشاون ، حيث تم تقسيم جمعيات وتعاونيات إقليمبني ملال على ثلاث مجموعات ، قدمت السيدة: لطيفة الرحموني وفاطمة بوسعيد لكل مجموعة على حدةكامل التفسيرات والتوضيحات عن هذه الوحدة الإنتاجية المكونة من اثنا عشر ( 12 ) امرأة ، والتي تنتج فطريات طبيعية عبر مراحل متعددة كقياس معدل الرطوبة ومستوى الماء وكثافة الضغط وتعقيم " التبن " وغيرها . بعد تناول وجبة الغذاء والاستراحة بالفندق ، استقل النسيج الجمعويالملاليالحافلة نحو موقع طبيعي جدير بالمشاهدة ، يدعى " اقشور " ، يبعد عن مكان الإقامة بأربعة عشر ( 14 ) كيلومترا ، ونظرا للمسالك الطرقية الوعرة ، تم امتطاء سيارتين من الصنف الكبيرstafitعبر الكراءفي اتجاه الموقع السابق ذكره ، ومشيا على الأقدام ، استمتع الكل بخرير المياه وعذوبته وبرودته ، والجبال العالية ، والطبيعة الخلابة . وفي المساء ، حضرت الجمعيات والتعاونيات في أمسية فنية بساحة القصبة بمدينة شفشاون ضمن الدورة التاسعة والعشرين (29 ) لمهرجان " ملتقى الأندلسيات" . وصبيحة يوم الجمعة 27 يونيو 2014 ، غادر النسيج الجمعوي الزائر مدينة شفشاون في اتجاه مدينة بني ملال ، إلا أنه خلال الانطلاقة ، أصيبت الآنسة : إكرام أشيراد ( من جمعية بأغبالة ) بوعكة صحية ، نقلت على إثرها عبر سيارة وكالة التنمية الاجتماعية الى مستشفى محمد الخامس بمدينة شفشاون ، حيث تم انتظارها ساعة من الزمن بعد تلقيها لمختلف الإسعافات الأولية والتي توجت بتحسن حالتها الصحية . وأثناء العودة ، وداخل الحافلة ، شارك الجميع في تقديم اقتراحات وأشعار وكلمات وتوصيات عبر مكروفون الحافلة ، في جو ساده الفرح والتآخي . ووقت الوصول الى فضاء الفلين بالعرجات ، اجتمع النسيج لجمعوي المشارك في الزيارة لشفشاون بغية تقديم التقييم والتوصيات والمقترحات التي جاءت كما يلي : - ضرورة أخذ مواقيت الصلوات بعي الاعتبار ( إتاحة الفرصة للمصلين اداء الصلاة في وقتها ) - تنظيم زيارة تهم اختصاص الجمعيات والتعاونيات ( مواضيع خاصة : إعاقة ، تربية ، بيئة ...) - تخصيص زيارة لجمعية أو تعاونية في مقرها للاطلاع على أنشطتها بشكل مباشر ، - تغيير الممون المسؤول عن فضاء التكوينات لعدم مطابقته لمتطلبات النسيج الجمعوي ، - إشراك الوكالة للنسيج الجمعوي في تنظيم تبادل الزيارات والخبرات ( إبداء الرأي ، اقتراح برنامج ... ) - خلق قطب جمعوي تنسيقي بين النسيج الجمعوي ببني ملال ، خاتمة كانت رحلة تبادل الزيارات ونقل الخبرات بين النسيج الجمعويالملاليوالشفشاوني ناجحة بكل المقاييس ، حيث أبدى المشاركون سعادتهم بما شاهدوه وبما اكتسبوه من أفكار ، والتي أتمنى أن تعود على الجمعيات والتعاونيات الزائرة بالنفع العميم وصقل الخبرات وتبادل المعارف التي تساعد على تنمية العجلة الجمعوية. إعداد وتحرير : أحمد بونو ، كاتب عام جمعية المسيرة .