تعيش ساكنة مدينة بني ملال على وقع الفرحة والسرور التي أثارت وجدانهم بعد رؤية أول خطوط السير والمرور ترسم على قارعة الطريق بلون أبيض ناصع كالحليب، وقد تسائل العديد منهم حول جدوى هذه الخطوط التي اختفت عن أنظارهم لعقود من الزمان وهاهي اليوم تعود من جديد لتسترجعها الذاكرة كما رأتها في السابق، وأمام هذه النازلة التي تستوجب منا جميعا طرح عدة تساؤلات هل الأمر يتعلق بجدية في الإقتداء بباقي المدن في الحرص على حسن السير والمرور بالمدينة؟ أم الأمر يتعلق بحدث استثنائي يُستعد له سرعان ما ستعود الأمور إلى سابق عهدها بعده ؟ وحسب رأي العديد من المواطنين الذين سئموا من هذه الأساليب المستفزة التي تعكس بوضوح غياب حس المسؤولية وهاجس تنظيم السير والمرور باستمرار في ذهن المسؤولين، وبالمقابل التعبئة لإطهار المدينة في رونق جديد يُحترم فيها السير ويخصص للمساحات الخضراء حيزها...الخ، لكن الواقع المعاش عكس ذلك، الفوضى الكاملة في شتى الميادين: من تدهور لخدمات النقل العمومي(حافلات مهترئة)، غياب محطة مهيئة تصون كرامة المواطنين وسائقي سيارات الأجرة، غياب المساحات الخضراء، الغياب التام للفضاءات الترفيهية والرياضية والثقافية، إستفحال الجرائم والمخدرات. وبخصوص نظام السير والجولان بالمدينة يمكن التاكيد أن المدينة بدأت تشهد مشكلا كبيرا بهذا الخصوص بسبب الإكتظاظ...، وبالرغم من الظهور الفجائي لممرات الراجلين خلال هذا الاسبوع، فهي متباعدة ويمكن أن تصل المسافة بينها الى ما يناهز 800متر، وفي بعض الأحيان قد تنعدم، وحتى إن وجدت لايُحتَرمُ مستعمليها، مما يدفع العديد من الراجلين الى قطع الطريق بشكل عشوائي حيث يشاؤون، الشيء الذي يجعلهم عرضة لحوادث السير ويكون مصيرهم في النهاية الموت المحقق أو الإصابة البليغة. وحسب راي العديد من المواطنين الملاليين يمكن تسميتة مدينتنا هاته بالمدينة الإسمنتية بإمتياز التي تفتقد لشروط ومتطلبات الحياة الحضرية العصرية التي ينعم بها المواطنيين بباقي المدن. وبالتالي أملنا دائما أن يستمر المسؤولين في بادرتهم الحسنة هاته على طول السنة، وليس الاقتصار على الاستعداد لإستضافة حدث إستثنائي، كما يجب العمل على تحسيس الراجلين بأماكن المرور، وردع السائقين المخالفين لأحقية الراجلين في المرور حيت ما يسمح به قانون السير.