لم يعد يخفى على أحد، الحالة اللاإنسانية التي تعاني منها ساكنة دواوير مكاصت، أماكور و أوبعلال الكائنة بالجماعة القروية ناوور بإقليم بني ملال، نتيجة حالة الحرمان والعزلة التامة بسبب غياب أبسط شروط العيش الكريم من ماء صالح للشرب و ربط بالكهرباء وكذا عدم توفر شبكة من المسالك الطرقية المهيئة التي تصمد أمام الظروف المناخية القاسية حيت يتسبب جرفها في حالة من العزلة التامة مما يجل جل الخدمات الصحية والتعليمية في مهب الريح. وأمام هذه الوضعية المؤسفة والغير مقبولة بتاتا في مغرب العهد الجديد، وعلى الرغم من صيحات المجتمع المدني المستنكرة لإهمال هذا الربوع من الإقليم الذي لساكنته حقوق وواجبات كباقي أبناء هذا الوطن العزيز، وعلى الرغم كذلك من تنامي احتجاجات ساكنة الدواوير التي ما فتئت تعبر مرات ومرات عن الحيف الذي طالها، بدعوى قلة الإمكانيات المادية المتاحة سواء لدى الجماعة القروية ناوور التي تتحمل المسؤولية المباشرة في ما يجري في نفودها الترابي، دون إغفال دور المصالح الخارجية التي نأت بنفسها بعيدا عن ما يجري بهذه الدواوير من تدهور للوضع السوسيوإقتصادي لساكنتها. وحتى السلطات الإقليمية فضلت إيلاء طهرها لما يجري، ولم تكلف نفسها عناء زيارة المنطقة للإطلاع على حقيقة الوضع عن كتب، بل وقد عجزت عن الجواب عن الشكاوي التي تتلقها باستمرار في الموضوع ولم تحرك ساكنا، فبالأحرى فتح نقاش جاد ومسؤول مع الساكنة أو من يمثلهم من فعاليات المجتمع المدني لإيجاد حل للحرمان المستدام الذي كلف ساكنة المنطقة الغالي والنفيس. وبهذا ندعو أصحاب القرار بالإقليم وعلى رئسهم المجلس الإقليمي، السلطات الإقليمية، الجماعة المحلية، ورؤساء المصالح الخارجية بالإقليم، للالتفاف الى الوضع الكارثي لساكنة هذه الدواوير وكذا باقي الدواوير النائية بالمنطقة الجبلية للإقليم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.