الاعلام العربي...ازمة المصداقية... الشأن المصري نموذجا. انكشف اخيرااوبالملموس ان الاعلام العربي اعلام غير مهني في غالبيته في التعاطي وتغطية الاحداث في مصرنموذجامند فجرها،بحيث انخرط هذا الاعلام في حرب ضروس ضد الرئيس المنتخب على شاشات التلفازفي برامج ساخرة تصل في بعض الاحيان الى حد الاهانة والاساءة الى الاشخاص والجماعات،وكذلك في مقالات على الجرائد الورقية تبين بعد ذلك انها حملة موازية للقاءات خلف الكواليس بين قيادات الجيش وبعض الزعماء الليبرالين واليسارين والقوميين في مؤامرة بدأت تنكشف اطوارها بعدالانقلاب على نتائج صناديق الاقتراع والشرعية والدستور،وتم تسخير الاعلام في هذه المؤامرة بل اشراكه لدات الغرض فلا غرابة ان تجد بعض الوجوه الاعلامية احتلت القنوات الاخبارية كناطقين رسمين باسم القادة السياسيين وما تلاه من تشويه واهانة سمعة تيارالاسلام السياسي من خلال ترجيديا من التهم والاشاعات المليئة بالاكاذيب،ومحاولة خلق حراك شعبي بالضرب على وتر الازمات الاقتصادية والمعانات اليومية للمواطن البسيط ،بل تعدى الامر هذا الى افتعال البعض منها كأزمة نقص السولار وانقطاعات متتالية للتيار الكهربائي يقف وراءها المتنفدين والمشوشين من انصارالدولة العميقة والذين استفادوا كثيرا خلال العهد البائد ولهم نفود واسع في اجهزة الدولة وفي الاوساط الشعبية.في محاولة جديدة لاغتيال الربيع العربي والاجهاض على مكتسبات الثورات العربية وعودة منطق التحكم الاقتصادي والسياسي. انخرط اذن جل الاعلاميين في هذا المساروانحازوا الى صنف واحد من المثقفين ولوحظ غياب الرأي والرأي الاخر بل يتم انتقاء برامج وضيوف على هوى معين في هجوم غير مسبوق على رئيس شرعي منتخب وتيار سياسي له قاعدة جماهيرية واسعة في مصر، في حرية اعلامية غير مسبوقة تجاوزت حدودها بالرغم من هذا لم تغلق قنواتهم ولم تحجز جرائدهم ولم يتم الاعتداء على المتضاهرين ولو في اعمال اجرامية كالاعتداء على الممتلكات العامة واحراق مقرات الاحزاب،هذه الاحداث لقيت تغطية اعلامية من بعض القنوات المغرضة وبعض الاعلامين الذين كانوا يمجدون بحسني مبارك واصطفوا ضد ثورة 25 يناير2011 وعادوا ليطبلوا لحركات شبابية كانهم ثوار احرار،تواصل التعتيم الاعلامي وبلغ اشده في 30يناير2013 حيث تم تجنيد العديد من الاعلامين لتهيئ ارضية لبلاغ القائد العسكري كتضخيم الاعداد ومراسلات غير محايدة وغير موضوعية من امام قصر الاتحادية وميدان التحريرومن المنابر الاعلامية من كان ينظر لما بعد تنحي الرئيس مرسي ونشرت ما يسمى بخريطة الطريق المستقبلية قبل ان يعلن عنها قادة الانقلاب العسكري . مباشرة بعد عزل الرئيس مرسي ولا واحد من هذه المنابر الاعلامية المغرضة اشارت الى اغلاق القنوات دات التوجه الاسلامي والمضايقات التي تعرض له فصيل من قبيل الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري وتلفيق تهم باطلة والتضييق على الدعاة والائمة والعلماء بل واصلت وقوفها ومباركتها للانقلاب العسكري محاولة تبرير ذلك بظروف استثنائية ومن الصحافيين من بدأ يحرض قوى الامن على المتضاهرين ويوزع التهم يمينا ويسارا مع العلم انهم بالامس كانوا يتشدقون بشعارات حرية الاعلام والديمقرطية والدولة المدنية الحداثية واهم مشهد يكشف زيف الشعارات هو الاحتجاج من زملاء في المهنة واخراج مراسلين صحافين لقناة معينة وطردهم من قاعة المؤتمر الصحفي للناطق الرسمي باسم المؤسسة العسكرية.لماذا لم تنشرهذه القنوات مواقف اردوغان الذي رفض التحدث مع البرادعي مبررا ذلك بانه في مؤسسة رئاسية غير منتخبة ،وكذلك تصريحات الغنوشي الذي اعتبر احداث مصر معركة اخرى للاسلام اين بيانات حبهة علماء الازهر والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والاتحادات الطلابية التي يتغاظى عنها الاعلاميون ويفضلون الاتصال مع زعماء الانقلاب ومناصروه. متى ينضج الاعلام في الوطن العربى وينأى بنفسه عن الصراعات السياسية ويلتزم بمقولة الخبر مقدس؟ متى ننعم باعلام حر ونزيه يفتح ابوابه للجميع للرأي والرأي الاخر كممارسة وليس كشعار؟ متى يكف امراء النفط عن دعم الاعلام الساقط والمعادي لهوية الامة ولمشروع الممانعة ومقاومة السياسات الامريكية الصهيونية؟