التلويح بعصا الاقتطاع طالعتنا بلاغات الحكومة الحالية بتهديدات الاقتطاع من الأجور لكل من أضرب مطالبا بحقه ، لكنها نسيت أن التهديد من طرف أخل بالتزاماته سائرا على درب آية المنافق والتي نذكر بها الحكومة الموقرة والتي تقول أن المنافق إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا عاهد أخلف – هذا التهديد سيجر عليها ما لا تحمد عقباه وخاصة أنها لجأت إلى الاقتطاع لشريحة من الموظفين سواء في الصحة او التعليم الذين يعتبرون عماد الوطن فلولاهم لما كان هناك وزير يتمتع بصحة جيدة ولولاهم لما كانت هذه الأطر التي هضمت حقوقها عنوة ، ولكي لا تقول الحكومة أننا لا نريد أن نقوم بواجبنا ونتذرع وراء الإضراب لعدم العمل ، او كما يقول البعض أننا نساهم في تدني الرعاية الصحية والمستوى الدراسي ب ونعرض مصالح غالبية الشعب للضرر او الضياع ، فهل فكرت الحكومة في مصالح هؤلاء المضربين وهل أوفت بالتزاماتها تجاههم ، فنحن لا نلجأ للإضراب حبا في الجلوس في المقاهي ، ولكن نطالب بحقوقنا كاملة بدون قيد او شرط ونعامل بنفس الطريقة التي يعامل بها نواب الأمة والمستشارون فحقوقهم تلبى في الحين ، رغم ان غيابهم عن القبتين شبه دائم ولم يتخذ إي إجراء في حقهم ، كما نقول للحكومة الموقرة إذا كان لديها عجز فلا يجب أن يغطى من عرق جبيننا نحن الطبقة الوسطى وصغار الموظفين ، فعجزكم صادر عن عدم قدرتكم على محاربة الريع السياسي والفساد المستشري في دواليب كثيرة من دواليب الحكومة ، وأعطيكم فقط مثالا عن مصادر تمويل العجز الذي تتذرعون به : 1 الغرفتين يصلها الميسورون من الشعب ولا اظن ان أحدا منهم في حاجة إلى حوالة شهرية توازي حوالة ستة موظفين في الوظيفة العمومية ، فلماذا لا يتطوع هؤلاء بحوالتهم لمدة ولايتهم لإخراج البلاد من الأزمة التي هي على الأبواب وسيكون صنيعهم هذا دليلا على وطنيتهم الصادقة وعلى نضالهم من أجل مصلحة الشعب ، ولكن كل هذا ماهو إلا حلم لن يكون واقعا ملموسا لأن نواب الغرفتين بذروا ملاين من أجل الوصول والجلوس على كراسي الغرفتين ليس حبا في الشعب او مصلحة المواطننين ولكن الحقيقة انهم بذلوا الملايين لكي يصلوا وسيسترجعونها مضاعفة بحمايتهم لمصالحهم والتهرب من أداء الضرائب ،ولن اطيل في التحليل فلى عودة إلى الموضوع بأرقام وقرائن تثب ثان الحلول موجودة للخروج من الأزمة بدون الإضرار بمصالح الشعب ، وانهي مقالي هذا بتحذير للحكومة لأنها إذا طبقت الاقتطاع من أرزاق الموظفين الهزيلة فإنها ستكسر الجرة فوق رأسها وستكون هي الجانية لعدم قدرتها على تطبيق القانون على الكل بدون تمييز وسنكون اول من يصفق لها