نظمت الجمعية الصحراوية لقبيلة تركز، بمنطقة زعير، وبالضبط بجماعة سيدي بطاش التابعة لعمالة إقليم بنسليمان، النسخة الرابعة من الموسم السنوي لقبيلة تركز، أيام الجمعة، السبت والأحد، 21، 22 و23 أبريل الجاري، حضره مئات من المواطنين المنتمين لقبيلة تركز بكل من العيون، كلميم، وسفوح الواركزيز وخاصة من عوينة تركز، بمنطقة واد نون، ومدن أخرى، وذلك من أجل الاحتفاء بشيوخ وأعيان القبيلة وتكريم شبابها، والانفتاح على محيطها، وربط الماضي بالحاضر والتطلع لمستقبل آمن وسالم. وقد انطلقت فعاليات هذا المهرجان، في يومه الأول، مباشرة بعد صلاة الجمعة، بجلسات مطولة لأفراد القبيلة من أجل التعارف بين أبناء العمومة ولإحياء صلة الرحم بينهم، وكذا لتعريف الأجيال الجديدة، بتاريخ ومسار، قبيلة تركز إحدى القبائل الصحراوية. وحسب منظمي هذا المهرجان الذي يجمع بين الديني والثقافي، تعد منطقة عوينة تركز بإقليم أسا الزاك عاصمة جغرافية لها، كما أن للقبيلة امتدادات خارج المغرب، حيث نجد أبناء العمومة بكل من موريتانيا والسعودية. ويعود أصل نشأة قبيلة تركز إلى عبد الرحمان الركاز، الذي نزح من موريتانيا وقبل ذلك من شبه الجزيرة العربية، ضمن الفتوحات الإسلامية، وعاش في عهد المرينيين، حيث عاصر السلطان -أبو عنان المريني-الملقب بالسلطان الأكحل، وصاحبه في معارك شتى حتى مراكش، ليستقر بعد ذلك، أحد احفاده بمنطقة زعير. وكان الضيوف في اليوم الثاني، على موعد مع مجموعة من الأنشطة الترفيهية والرياضية والاجتماعية والدينية، ضمنها تنظيم سباق على الطريق لمسافة 10 كلم، شارك فيها أبناء وبنات منطقة زعير، كما تم بالمناسبة تكريم وجوه رياضية، أغلبهم نجوم مونديال مكسيكو 86، اعترافا بما أسدوه لرياضة كرم القدم المغربية. وفي مساء نفس اليوم، تم تنظيم مسابقات مفتوحة في تجويد وتلاوة القرآن الكريم، شارك فيها مجموعة من الأطفال، ذكور وإناث، قبل أن يتم دعوة الجميع، لحضور حفل فني للموسيقى الحسانية، شاركت فيه مجموعة "نجوم ثكنة" القادمة من مدينة كلميم، كما تميز هذا اليوم، بشعيرة نحرناقة على شرف الضيوف على الطريقة الصحراوية، أو "التفراق" أو ما يعرف بالمعروف، حيث تم إطعام ساكنة المنطقة المحتاجين بلحم الابل، وإكرام ضيوف الموسم الديني/ الثقافي، ليتفرق الجمع في اليوم الثالث، وكلهم يتطلعون لنسخة خامسة أكثر إفادة وتوطيدا لعلاقة أفراد القبيلة شمالا وجنوبا.. تجدر الإشارة، أن هذا الموسم السنوي، أصبح يشكل لحظة شوق بالنسبة لساكنة المنطقة وللمشاركين فيه خلال كل محطة سنوية، حيث يلتقي أبناء الأعمام والعمات من قبيلة تركز الصحراوية، ويقومون بعدة أنشطة للأطفال، كما أنه يجسد أشواق اللقاء وإحياء صلة الرحم بين أفراد القبيلة، في دلالة تجسد ربط جهات المغرب بعضها ببعض، حيث أن الموسم يعتبر سنة حميدة يقوم بها المنظمون، من أجل تثمين الموروث الصحراوي، وعدم حصره في الأقاليم الجنوبية للمملكة، بل هو ممتد في المكان والزمان، ولا ينبغي التفريط فيه، على اعتبار ان المغرب يوحد ويجمع افراد القبائل. وحسب محمد التركزي، المشرف على الموسم، فقد أفاد في تصريح لبيان اليوم، أن تنظيم هذا المهرجان، بمنطقة زعير يعد رافدا من روافد الموسم الرئيسي الذي يربط من خلاله سكان قبيلة تركز العلاقة بين ابناء القبيلة الممتدة من وسط المغرب إلى جنوبه بل إلى موريتانيا، حيث للقبيلة حضور وإشعاع من خلال المنتسبين لها في مجالات الدعوة الدينية والعمل التجاري. ويكمن الغرض الأساسي والرئيسي من هذا الموسم هو، في نظره، هو الإبقاء على لحمة الآسرة، والحفاظ على الثقافة الصحراوية ومكوناتها وكذا تثمينها، من خلال المعروضات في الاروقة والتنشيط الفني والاجتماعي، حيث يصبح آتاي الصحراوي هو رمز اللقاء، بما يتمخض عنه من نقاشات تهم القبيلة وافرادها في دينهم ودنياهم.