يحتضن مركز تارميلات بتراب جماعة والماس إقليمالخميسات يوم السبت 9 أبريل الجاري اللقاء التواصلي الديني الثالث لزاوية سيدي عبد الرحمان الركاز، الذي يحييه حفدة المجاهد ومنحدري ومنتسبي القبائل الصحراوية المغربية. هذا اللقاء الهام الذي يجمع منتسبي القبائل الصحراوية المغربية لتثمين الروابط بينهم وإحياء صلة الرحم مع إخوانهم بمنطقة والماس والتواصل مع الفعاليات المحلية من مستثمرين وجمعويين ومنتخبين وأعيان وساكنة وسلطة محلية في إطار المغرب الموحد. حيث يصرح أحد المنظمين أنه شاءت الظروف القديمة السياسية (الاستعمار الإسباني) والطبيعية (الجفاف) في بعدهم عن بعضهم البعض. ومن بين هذه القبائل الصحراوية نذكر على سبيل المثال وليس الحصر: الركيبات، العروسيين، تركز، آيت أوسا، آيت لحسن، أولاد بوعشرة، آيت ياسين، ولاد تيدرارين، زوافيط،... وتجدر الإشارة إلى كون أول النازحين للمنطقة عملوا جاهدين وبجدية متفانية في الاقتصاد المحلي وخصوصا عبر المساهمة في إقلاع الشركة المعدنية المعروفة "والماس" منذ سنة 1934، أيام كانت الأعمال يدوية لجلب المياه من عين لالة حيا للمعمل على مسافة 5 كلم، بتعاون مع مؤسس الشركة المرحوم عبد القادر بنصالح، والذي يذكره صحراويو المنطقة بالخير ويحتفظون بعلاقات طيبة مع عائلته إلى يومنا هذا، عبر ما تركه من صدى طيب مؤسس هذه العلاقات السيد مولاي أحمد ولد حمييد التركزي. كما عبر المنظمون لهذا اللقاء عن كون هذه التظاهرة تعد لبنة من لبنات بناء أواصر العلاقات الاجتماعية المتينة والوطنية الحقة. وتحكي المُبَادِرة لإحياء هذا العرف الديني "الحاجة امباركة بوشعار"، إلى جانب زوجها "الحاج محمد ولد الصحراوية"، كونهم عملوا جاهدين -منذ أكثر من 20 سنة- للحفاظ على العادة عبر توزيع الطعام على مساجد المنطقة وعمال معمل والماس، إلى أن اكتملت الفكرة لتنظيم موسم سنوي قار في شهر أبريل من كل سنة تحضره القبائل والفعاليات والشخصيات الصحراوية التي تحضر من مناطق مختلفة بالمملكة في جو عائلي وحميمي تستحضر فيه العادات والتقاليد الصحراوية. كما تبرز "سعاد حجي" الإعلامية والمستشارة بالمجلس القروي لوالماس؛ كون هذه المبادرة تحمل روح الوحدة الوطنية التي أسس لها ملوك المملكة المغربية وكرسها جلالة الملك محمد السادس منذ توليه عرش أسلافه المنعمين. وبقيت صلة وصل وتواصل حقيقي بين أهل الصحراء رغم بعد المسافة بينهم. هذا وقد سبق وأعلن المنظمون السنة الفارطة عن تأسيس جمعية خاصة بالزاوية سيرا على روح المواطنة والمبادرة الوطنية والأعمال الاجتماعية. أمام حضور هام من الفعاليات المحلية والضيوف الذين كان من أبرزهم مقرر الاتحاد الدولي لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء المغربية؛ "ذ.إسلمو المامون"، والباحث الأستاذ "عبد الله بولاه" عن المجتمع المدني بآسا الزاك، و"السالكة بنت خويا أحمد مسعار" التي تحدثت باسم المرأة الصحراوية، و"عبد الرحمان التركزي من العيون، و"الصمدي العلمي" عن الجمعيات المحلية... نبدة عن حياة المجاهد سيدي عبد الرحمان الركاز: هو جد قبيلة تركز، ينتسب إلى جده عقبه بن نافع الفهري؛ فاتح شمال إفريقيا ومؤسس مدينة القيروان بتونس، وهو عربي قريشي أموي يلتقي مع نسب الرسول (ص) في "عبد مناف". ويعد سيدي عبد الرحمان الركاز من المجاهدين الأربعة الذين ذهبوا مع الأمير أبو بكر عامر اللمثوني لنشر الإسلام في بلاد موريتانيا. كان وليا صالحا مجاهدا لإعلاء كلمة الله في أرضه. واشتهر أبنائه بالعلم والصلاح، وسمي كل من خرج من صلبه بقبيلة تركز. نسب سيدي عبد الرحمان الركاز(الشجرة): هو ابن عبد الله بن سالم بن إبراهيم بن عثمان بن علي بن عبد الله بن جعفر بن سالم بن عبد الرحمان بن عقبة بن نافع الفهري بن عامر بن صخر بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لُأَي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظيرة بن كنانة بن خزينة بن مدركة بن إلياس بن مدر بن نزار بن معاد بن عدنان.