بعد مشاركة متميزة وناجحة في أكبر تظاهرة فنية عالمية أقيمت مؤخرا بمدينة برشلونة الاسبانية، بصم الفنان التشكيلي المغربي عبد الاله الشاهدي على حضور متميز خلال مشاركته في الدورة السابعة عشرة بالصالون الدولي للفن المعاصر، برواق "بارك شانوت" بمدينة مارسيليا الفرنسية من 10 الى 13 مارس الجاري وحسب منظمي الدورة، فان هذا المعرض يراهن على ثلاث خصوصيات اساسية : الابداع والأسلوب والتقنية . كما عرف المعرض الدولي مشاركة أسماء وازنة ولها بصمتها في عالم التشكيل العالمي. حيث منح الفنان عبد الاله الشاهدي " ديبلوم الشرف " المسلم من قبل باتريك هير رئيس الاكاديمية العالمية للفنون والذي قال في حقه: " حينما نتحدث عن الشاهدي، فإننا بالقوة والفعل، نتحدث عن فنان موهوب، فنان استثنائي، تشكيلي يزاوج بين الصباغة والبحث الاكاديمي، مضيفا ان الاكاديمية العالمية للفن فخورة بأن يكون الشاهدي واحدا من أعضاءها المتميزين والمتفردين في أعمالهم الفنية مبررا ان الشاهدي يملك اسرار الجمال، مقدما المرأة في كل محاسنها بصفتها اسطورة حية ". والفنان عبد الإله الشاهدي يسكنه هاجس دائم في أن يسمو بجمال المرأة أو الترسيخ لحضور شهوة حسية، واقعية كانت أو خيالية . والمحاولات التجريبية التي أعدها تمنحنا بفضل الإضافات والصباغة المشعة تارة واللامعة تارة أخرى، رؤى مختلفة للعمل نهارا أو ليلا، وهي نوع من ترسيخ تلك الرغبة الجامحة للمرأة التي يسعى الفنان إلى كشفها على الأنظار . والشاهدي يعتبر من الفنانين القلائل الذين يجمعون بين الجمالية الفنية والانسجام والمثالية . والمتتبع لأعمال هذا الفنان ومساره الفني، يقف عند حضور جسد المرأة بقوة من خلال آثاره الدالة في اللوحة، وأسلوبه وطريقة تعامله مع اللون، فاللون عند ه عنوان دال ومعبر في تجربته الفنية، فهو بارع في ترويض اللون كما تروض اللغة الفنية والجمال أيضا . وفي أعمال هذا الفنان، الذي أتى إلى الفن التشكيلي من باب التكوين والبحث الأكاديمي يحضر جسد الأنثى في صورة شذرات ووحدات صغيرة، إنها مؤشرات إيحائية على رغبة المرآة في التعبير وتأكيد الوجود دون قيد أو شرط، فالعيون اليقظة والحائرة، والأيادي ذات الإشارات المتعددة، والنساء الحالمات كلها قرائن مجازية تضفي على عوالم اللوحات طابعا غرائبيا بامتياز يذكرنا بأعمال كبار الفنانين السورياليين الذين جعلوا من فعل تصويرهم الصباغي كتابة آلية، وفيضا بصريا . فجسد المرأة في أعماله لا ينحصر كجغرافيا ايروسية تثير عنصري اللذة والغواية، بل تراه يتشكل كمعنى إيحائي لقيمة الجمال في أبهى اشراقاتها وتجلياتها، حيث تصبح قرينة الجمال مرادفا لقرينة المقدس، كما تصبح المرأة مرآتنا المشتركة، والفنان عبد الإله يقدم لنا من الناحية البصرية كتابا شذريا للتحولات والهجرة في عوالم الليل والنهار عبر جغرافية جسد المرأة بوصفه مرآة الملكات الانفعالية والقيم الوجدانية، وكذا باعتباره الصلة الحية بين الأزمنة المتعاقبة . اللوحة عند الشاهدي جسد في جسد .