الرسالة الأولى: جواب حبيبي كان لكلمات السادة خلدون الوزاني رئيس الفريق وأحمد غيبي رئيس المكتب المديري في حفل العشاء على شرف اللاعبين الخميس الماضي الوقع الحسن على نفسية الجميع يلخص السفر خلال مرحلة سابقة والانتقال إلى مرحلة أخرى من عمر هذه البطولة. كان السؤال كبيرا في حجم كلمات تقرأ من كل الاتجاهات وكان الجواب يوم السبت أمام الرجاء في يوم كذب فيه اللاعبون كل القراءات التقنية الأولية التي تعتمد على المقاربات المسبقة معتمدة على الاسم والتاريخ ولائحة اللاعبين والهالة التي يصورها الإعلام لذات الفريق البيضاوي، كان الجواب قويا من خلال حضور قوي لكل لاعب وقراءة موضوعية للمدرب عبد الهادي السكتيوي الذي اعتمد فيها الحيل التكتيكية أكثر منها المواجهة الصارمة التي تعلن عن الاصطدام أكثر من أية قراءة أخرى، لقد كان الفرق واضحا مابين لقاء المسيرة ولقاء الرجاء جملة وتفصيلا، وبذلك يمكن الجزم بأن فريق اولمبيك أسفي يكبر في المباريات الكبيرة وهو ما حدث أمام الرجاء التي تعبت في البحث عن منفذ للوصول إلى مرمى القرش. الرسالة الثانية: جبار في رقته.... هناك إجماع من مختلف وسائل الإعلام الوطنية والمحللين وخبراء اللعبة بأن جمهور أسفي هذا الموسم هو الأروع والأبهى والأجمل حضورا ودعما ومساندة، بل إنه الجمهور المثالي والذي يقدم لوحات يعتمد فيها على إمكانياته الذاتية والمالية لإظهار حجم التضحيات التي يقدمها دعما لفريقه ليس هذا الموسم فحسب ولكن طيلة المواسم التي يوجد فيها الفريق بالقسم الأول. وأمام الرجاء السبت الماضي قدم جمهور أسفي الدليل على قيمة الوفاء للفريق برغم كل الاكراهات المادية والمعنوية والظروف المناخية التي جرت بها المباراة أمطار غزيرة أضفت حماسا قل نظيره في مباريات الدورة، ولو كانت مدينة أسفي تتوفر على ملعب كالبيضاء ومراكش وفاس والرباط، أعتقد انه سيكون للفريق شأن عظيم وهو ما يجب العمل على تحقيقه من جميع أطراف العلاقة مجالس منتخبة وبرلمانيين وغيرهم. الرسالة الثالثة: فيك الخصام وأنت الخصم والحكم لم يكن فريق أولمبيك أسفي يوما في حالة تشنج مع أي حكم، بل أنه الفريق الوحيد في المغرب الذي اكتوى بنار الحكام على امتداد سنوات وجوده بالقسم الثاني وسنوات مباريات السد، ولم يكن الاستثناء خلال القسم الأول، وقد تختلف الأسباب والظروف المحيطة بكل مباراة، وفي حالة مباراة السبت الماضي أمام الرجاء كان الخوف هو المسيطر على الجميع في لحظة من اللحظات لكن لم تكن هناك أحكام قيمة مسبقة أو سوء نية، أو الحط من قيمة أي حكم سواء منهم الشباب أو المخضرمين ولكن لكل مباراة طقوس خاصة تتحكم في نفسية الجميع، فالرجاء تعبت من النتائج السلبية ومن تغيير المدربين وتجربة اللاعبين وضغط الجمهور، وأولمبيك أسفي في وضع يدفعها إلى محو آثار نتيجة العيون وتقديم وجه مشرف لما هي عليه اليوم بتكاثف الجميع إدارة مسيرة وتقنية ولاعبين وجمهور، وللحقيقة والتاريخ وليس لأن الفريق انتصر من ضربة جزاء ولكن كان للحكم جيد دور جيد في هذه المباراة وهي تحسب له للذهاب بعيدا في مشواره الرياضي كحكم يتطلع إلى مستقبل جيد وهو من عائلة من نفس الوسط. الرسالة الرابعة: إدارة حكيمة للأمن بأسفي لقد لعب الأمن بجميع مكوناته أمن وطني وقوات مساعدة دورا فاعلا ليس فقط في هذه المباراة ولكن في جميع المباريات وبالأخص ذات الوزن الجماهيري، باحترافية وانضباط وحسن تعامل مع الزوار أكثر من المقيمين بالمدينة من اجل السهر على راحة جميع الوافدين على المدينة خلال المباراة، ففي كل أسبوع رياضي يقدم الأمن الوطني بأسفي صورة طيبة لما يمكن أن يكون عليه التنظيم الرياضي لمباريات كرة القدم وامتصاص غضب المنهزم وهيجان المنتصر والحد من تلك الظواهر السلبية التي تعرفها بعض الملاعب، وهي لا تعدو أن تكون ضعيفة التأثير على الجسم الرياضي عموما، لقد كانت جميع الظروف مواتية لتكون المباراة في مستوى الحدث. الرسالة الخامسة: ليست السلطة الرابعة فقط وإنما... سجلت مباراة اولمبيك أسفي والرجاء البيضاوي، اهتماما إعلاميا وطنيا تجاوز التوقع من خلال حضور الصحافة المكتوبة والاليكترونية بل القنوات الإذاعية العمومية والخاصة في شخص مراسليها وكذلك القنوات التلفزية، وهنا لابد من التأكيد على اهتمام الإعلام بوضعية أولمبيك أسفي هذا الموسم، هذا الفريق الذي يمكن اعتباره صاحب المفاجأة وبدرجة خاصة مع بداية الإطار الوطني عبد الهادي السكتيوي، هذا الاهتمام الإعلامي يفرض من الجانب الآخر أي الإدارة المسيرة للفريق بضرورة خلق فضاء مناسب يسمح بأداء المهمة في أحسن الظروف، مع العلم أن الملعب لا يفي بمتطلبات الممارسة الإعلامية ليس فقط للصحافة المكتوبة ولكن مثيلاتها الأخرى، وهذا ما سيحمل المسؤولين على العمل في إطار دفتر التحملات الذي يشتغل عليه الجميع بإيجاد مرافق محترمة لجميع أطراف العلاقة بالوسط الرياضي.