الدستور والتعليم والإعلام في صدارة المطالب الحيوية للحركة الأمازيغية عبرت مجموعة من الجمعيات والتنسيقيات الأمازيغية (27 جمعية) المشاركة في اللقاء الدراسي الذي نظمته جمعية «أزمزا للثقافة والتنمية» بتارودانت مؤخرا، حول «راهن الأمازيغية» عن «تزايد قلق الفاعلين الديمقراطيين عامة، والأمازيغيين بصفة خاصة، حيال مستجدات الساحة الوطنية التي ما فتئت تبرز يوما عن يوم مظاهر الانحباس والتراجع الذي يطال العديد من المجالات الحيوية التي لا غنى عنها في إنجاح الانتقال نحو الديمقراطية الذي تطمح إليه كافة القوى الحية بالبلاد». وأضافت في بيان أصدرته عقب اختتام أشغال هذا الملتقى، أنها تدارست وضعية الأمازيغية على كافة المستويات، سواء منها المتعلقة بالسياسات العمومية، أو بالعمل المدني والحزبي، أو تقييم أداء المؤسسات والفاعلين الأمازيغيين على مستوى تمتين روابط التنسيق وتطوير آلياته. واعتبر البيان أن القضية الأمازيغية بأبعادها وتفاعلاتها المختلفة لا تنفصل عن مشروع البناء الديمقراطي الشامل، الذي ينسجم مع هوية المغرب وحضارته وتطلعات أبنائه المستقبلية. كما طالب البيان بدسترة الأمازيغية، مؤكدا «أن التفكير والتخطيط لمغرب المستقبل واقتراح البدائل الممكنة من أجل تجاوز أزمات الراهن المتفاقمة، لم يعد مجديا بدون إعداد الأرضية الصلبة لذلك والمتمثلة أساسا في الدستور الديمقراطي الذي يعطي للأمازيغية مكانتها كلغة رسمية وكهوية للمغرب في موقعه بشمال إفريقيا». وعلى مستوى إدماج الأمازيغية في النظام التربوي الوطني، اعتبرت الجمعيات الموقعة على بيان تارودانت «أن إدراج الأمازيغية في المسارات الدراسية لا يمكن أن ينجح بدون توفير السلطات المعنية لكافة الشروط القانونية والمادية والبشرية المطلوبة»، وهو ما اعتبرته غير متوفر حتى الآن بسبب ما أسمته ب»اللوبيات المعرقلة داخل دواليب الدولة». وفي مجال الإعلام يسجل البيان أن ثمة تراجعا حاصلا في هذا الباب، مقرا أن «التراجع عن الوفاء بتعهدات القنوات التلفزية اتجاه الأمازيغية يعد من مظاهر الميز الصارخة، وأن إحداث القناة الأمازيغية لا يعفي هذه القنوات من القيام بواجبها». كما أن المشروع المقترح لإقرار جهوية موسعة، يضيف البيان «بحاجة إلى تعميق نقاش وطني يشمل كافة الأطراف والمناطق، ومنح الاعتبار اللازم للعوامل التاريخية والخصوصيات الثقافية المحددة للجهات خارج أي هاجس أمني ضيق، واعتبار اللغة الأمازيغية لغة وطنية موحدة لكافة الجهات». وطالب البيان بالإسراع بتسوية ملف «الطلبة الأمازيغيين المعتقلين وإطلاق سراحهم، ورد الاعتبار لهم حتي يتمكنوا من مواصلة مشوارهم الدراسي كغيرهم». وفي ختام بيانها، أهابت الجمعيات الأمازيغية بكل قوى ومكونات الحركة الأمازيغية، أن « تتحلى باليقظة والتماسك الوحدوي للتصدي لكافة الحملات المغرضة الهادفة إلى المس بمصداقية الحركة الأمازيغية، ومواجهة كل المخططات الرامية إلى إجهاض مشروع النهوض بالأمازيغية؛ مع مراعاة دقة وحساسية المرحلة التي تجتازها بلادنا.