بمبادرة من جمعية أزمزا للثقافة والتنمية، ستلتقي الجمعيات والتنسيقيات الأمازيغية بتارودانت يومه السبت 04 دجنبر2010 في إطار لقاء دراسي وطني سيحضره حوالي 32 إطار من المجتمع المدني العامل في المجال الثقافي والحقوقي والتنموي الأمازيغي. وقد جاء في ديباجة الورقة التقديمية لهذا اللقاء ما يلي: تقتضي المرحلة التاريخية التي تجتازها الأمازيغية اليوم في وطنها وقفة كل الفاعلين والمناضلين والمهتمين لتدارس الراهن الأمازيغي بالمغرب بكل معطياته وتداعياته، قصد وضع تقييم أولي للمرحلة في مختلف أبعادها، وصياغة الأفق الممكن للاستمرار على درب النضال الديمقراطي بالشكل الذي يحقق تقدما فعليا للمشروع المجتمعي الذي نطمح إليه جميعنا في مغرب الألفية الثالثة. وتحصينا ونقدا للمكاسب المحققة، رغم الاختلاف الحاصل قي زوايا التقييم والنظر، فإنه يلزمنا الاعتراف بواقع الأزمة الذي تعيشه أمازيغية المغرب اليوم ذاتيا وموضوعيا، وبضرورة تضافر جهود ومساهمات كل مكونات الحركة الأمازيغية لتجاوز بعض الاختلافات الثانوية بهدف الدفع بقضيتهم العادلة والعمل على تبوئ لغتهم وثقافتهم وهويتهم مكانتها المنصفة في السياسات العمومية للدولة وفي مختلف الإجراءات والمشاريع التي تطمح فعلا إلى تحقيق كرامة الإنسان المغربي ونمائه. فغياب الإستراتيجيات النضالية الموحدة الناتجة عن التركيز أكثر على بعض التباينات في المواقف الجزئية، والتهافت الملحوظ لاقتناص مواقع هشة أو لتحقيق مطالب ظرفية، يحول دون الالتفاف على القضايا الكبرى التي منحت للخطاب الأمازيغي مشروعية وأحقية وجوده ومناعة الاستمرار والتطور، وقوة في التميز والانفتاح الإيجابي على المنتوج الثقافي والحقوقي الإنساني والكوني، مما أفسح المجال لتنامي الخطابات المناوئة والمحورة لعدالة المطالب الأمازيغية ومشروعيتها التاريخية والإنسية والديمقراطية، واستمرار سياسة التعريب المنهجي للذات المغربية بطرق جديدة ومختلفة، وديمومة الارتباط الإيديولوجي بالشرق وتصريف إديلوجياته في كل دواليب القرار السياسي والثقافي والتربوي وفي جميع مسارات الإنتاج الاجتماعي، واستمرار تهميش قطاع واسع من المواطنين المغاربة وحرمانهم من حقهم في ممارسة مواطنتهم بلغتهم وثقافتهم، ومن حقهم الديمقراطي في المساهمة في صياغة مستقبل وطنهم بكيفية حقيقية وفي تمثيلية فعلية في السلطة، ومن فرص التنمية والاستفادة العادلة من الثروة العامة وبالأخص موارد مجالهم الطبيعي والصناعي المباشر. كما يضاف إلى كل ذلك اعتماد أساليب جديدة في المناورة وتفريغ المطالب والمقاربات الأمازيغية من محتواها وغاياتها الفعلية، والمراهنة من جديد على الزمن لفرض الأمر الواقع، ناهيك عما سجل مؤخرا من تنامي خطابات نكوصية اتجاه الحقوق الأمازيغية من أطراف وازنة واستفحال لغة التهجم والتسفيف ضد الحركة الأمازيغية واستهدافها عبر أساليب وتكتيكات مغرضة تهدف استعداء مناضليها وتأليب الرأي العام ضد مطالبها، وحياد الدولة السلبي إزاء كل ذلك. كلها عوامل تجعلنا في أمس الحاجة إلى وعي عميق بدقة المرحلة لإعادة صياغة وتثمين عملنا النضالي والثقافي والعلمي المشترك، وتحديد أهدافنا المرحلية والإستراتيجية، وتعبئة كل الإمكانات الذاتية والموضوعية وتنسيق الجهود لبعث الدفء في توجهاتنا وتحصين أهم مكتسباتنا والتي يبقى أهمها تزايد الوعي لدى المغاربة بهويتهم الأمازيغية واعتزازهم بكيانهم الحضاري. وهذا سيعزز بدوره قوتنا في مواجهة الأسئلة الكبرى المطروحة اليوم على الواقع الأمازيغي في بلادنا إسهاما منا في تجدير الانتماء إلى إرثنا التاريخي والحضاري، عبر منهجية تنتقل بالنضال من مرحلة البحث عن الذات والدفاع عن أحقية الوجود إلى مرحلة المبادرة والإسهام والمشاركة الفعلية والنوعية في صناعة مغرب المستقبل. وذلك من خلال تفعيل هذا الوجود لتعميق القيم النبيلة التي تحبل بها الذات المغربية الأصيلة وترسيخ المفاهيم الحضارية التي أنتجها الخطاب الأمازيغي وأطرت أبعاده الثقافية والحقوقية، هذا بموازاة مع الانخراط بشكل أكبر وبأدوات وطرق جديدة ومختلفة في تعميق خطابه التصحيحي والدفع بمطالبه المشروعة لرد الاعتبار لكينونة الإنسان المغربي ووجوده المادي والرمزي . يرمي هذا اللقاء إذن إلى إعادة الدينامية النضالية والثقافية إلى العمل الأمازيغي، ورص صفه الديمقراطي عبر تقييم موضوعي للمرحلة، والتفكير في آلية تنسيق ومقاربات جديدة تعيد اللحمة إلى الخطاب الأمازيغي وتقوي مناعته وفاعليته في التعامل مع جميع الخطابات غير الجادة في تعاطيها مع الحقوق الملحة للأمازيغ، ووضع الدولة وجميع الفرقاء السياسيين بشكل حازم أمام مسؤوليتهم التاريخية في الإقرار الحقيقي بأمازيغية المغرب، وضمان الإدراج الفعلي للغة والثقافة الأمازيغيتين في السياسات العمومية ومجالات الحياة العامة الوطنية. وفي خضم هذا السياق الدقيق تفرض عدة أسئلة نفسها على الوعي والفعل الأمازيغيين بصفتها قضايا آنية وعلى رأسها سؤال دسترة أمازيغية المغرب، وراهن مشاريع إدماج اللغة والثقافة الأمازيغيين في الإدارة والقضاء وفي المنظومة التربوية والتعليمية وفي المشهد الإعلامي الوطني ومجالات الحياة العامة الوطنية، وأدوار الأمازيغية كعنصر ومحدد تنموي وكمدخل لمقاربة مشاريع الجهوية والتدبير الترابي لجهات الوطن. هذه بعض من القضايا الأكثر حيوية والتي يبدو أنها تستحق أن تنال أكبر قدر من النقاش وتحوز أعلى درجات التوافق بين فعاليات الحركة الأمازيغية من أجل المستقبل. برنامج اللقاء 09H 30: افتتاح اليوم الدراسي. 10H15: أشغال الندوة الأولى بمشاركة: - أحمد أرحموش، باحث وفاعل حقوقي، محامي بهيئة الرباط، عن الشبكة الأمازيعية من أجل المواطنة - أحمد برشيل، باحث وفاعل جمعوي، محامي بهيئة أكادير، عن منظمة تماينوت - الحسين الادريسي، باحث بوجدة،عن «جمعية ذاكرة أجدير»، و»جمعية تيهيا». - محمد حنداين، باحث في التاريخ، أكادير، عن كنفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب تيسير: علي زنو، نائب رئيس جمعية أزمزا. 11H30/12H30: مناقشة 15H:أشغال الندوة الثانية بمشاركة: أحمد عصيد، فاعل حقوقي وباحث في الشأن الأمازيغي، الرباط، عن المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات الحسين واعزي، باحث وأستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالرباط، عن الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي رشيد الحاحي، باحث في الشأن الأمازيغي، الرباط، عن جمعية أزمزا للثقافة والتنمية مريم الدمناتي، باحثة في البيداغوجيا، الرباط، متتبعة لملف إدماج الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين تيسير: عبد الوهاب بوشطرت، الكاتب العام للجامعة الصيفية ورابطة تيرا للكتاب. 17h /18h مناقشة - نقاش عمل خاص بالجمعيات والتنسيقيات والهيئات المشاركة في اللقاء الدراسي، لوضع آلية التنسيق وصياغة أوراق اللقاء والمصادقة عليها.