نظمت جمعية تاودا للثقافة والتنمية (صفرو) بتنسيق مع جمعية «أمان» للتنمية المستدامة (فاس)، لقاء وطنيا يوم السبت 22 ماي 2010 بقاعة العروض ببلدية صفرو، وذلك تحت عنوان «مسار الحركة الأمازيغية - الحصيلة والأفاق»، تحت شعار «من أجل تجديد الفكر الأمازيغي». وقد كان اللقاء فرصة لالتقاء عدد هام من الجمعيات والفعاليات الأمازيغية من مختلف مناطق المغرب (الريف، وسط المغرب، وسوس) وفرصة لتجديد التواصل بين مكونات الحركة الامازيغية وتنسيق الجهود فيما بينها خاصة. وقد حاول منظمو هذا اليوم الدراسي أن يقفوا وقفة تأمل، بعد مضي عشرين سنة على ميثاق اكادير، وعشر سنوات على صدور البيان الأمازيغي وحجم خيبة الأمل التي أصابت الحركة الأمازيغية من جراء ما تحقق من مكتسبات هشة في التعليم والإعلام. وما يخطط له المجلس الأعلى للتعليم ونواياه في التراجع على مشروع إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية. وقد خصصت الفترة الصباحية من اليوم الدراسي، لندوة شارك فيها ثلاثة متدخلين: الأستاذ لحسن كاحمو رئيس الجامعة الصيفية بأكادير الذي تناول بالدرس والتحليل ميثاق اكادير، وشرح للحضور مجموعة من الأحداث الموازية لصدور هذا البيان والظروف الصعبة التي كانت تطوق أي نقاش في موضوع الامازيغية كما أشار إلى أهمية الأفكار التي جاءت في هذا الميثاق. أما الأستاذ أحمد عصيد فقد تطرق في عرضه «للبيان الامازيغي» وعن الظروف التي أفرزته وقد اعتبره حدثا تاريخيا لأنه شكل نقلة نوعية لوضعية الأمازيغية لغة وثقافة في المغرب، حيث ترتبت عنه مجموعة من المكاسب «إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية» وإدماج الأمازيغية ولو بشكل محتشم في التعليم والإعلام. وفي المداخلة الثالثة تناول الأستاذ محمد بودهان موضوع الأمازيغية انطلاقا من ثنائية الأرض والهوية، و توصل في آخر تحليله إلى أن الأرض هي التي تحدد الهوية وبالتالي فبما أن أرض المغرب أمازيغية فإن هوية الدولة التي تنتمي إلى هذه الأرض يجب أن تكون أمازيغية، بالمفهوم الترابي وليس العرقي، حتى يكون هناك انسجام بين هوية الدولة وهوية الأرض كما هو حاصل عند جميع دول العالم المستقلة. وبعد الزوال انقسم المشاركون إلى ورشتين، الأولى تتعلق بمطالب الحركة الأمازيغية واستراتيجية العمل، والثانية تهم الأرضية الفكرية والمرجعية. في ورشة «الأرضية الفكرية والمرجعية» نوقشت فيها العديد من الوثائق السابقة كميثاق أكادير والبيان الأماريغي والاختيار الأمازيغي. ولكي تخرج الحركة الأمازيغية بأرضية فكرية ومطلبية جديدة ذات إستراتيجية على المدى البعيد ودات بعد الوطني. اقترح الحاضرون اعتماد أرضية الاختيار الأمازيغي، التي تربط الهوية بالأرض وتنقل النقاش إلى مستوى هوية الدولة، وهي أرضية تحتوي على أفكار ومقترحات هامة ينبغي تطعيمها بأفكار أخرى من لدن الجمعيات والفاعلين الأمازيغيين لتصبح أرضية جديدة للحركة الأمازيغية تستجيب للمرحلة الراهنة و مناقشتها على الصعيد الوطني. وطرحت فكرة انشاء لجنة وطنية لتشتغل على استمرارية هذا العمل من أجل خروج بأرضية مطلبية جديدة تحتل فيها مسألة هوية الدولة المحور المركزي، ورص صفوف الحركة الأمازيغية بناء على ركائز قوية مع ترك الصراعات الذاتية. في انتظار الوصول إلى هذه الأهداف يجب اتخاذ مواقف وطروحات مرحلية لأوراش الدولة كالجهوية والتعليم. واقترح الحاضرون على أنه حان الأوان لترك الخلافات والعمل على سن الاحترام بين مناضلي الحركة الأمازيغية ومواجهة كل المخططات الرامية إلى التراجع على مكتسبات الأمازيغية.. في ورشة «مطالب الحركة الامازيغية واستراتيجية العمل»، طرح الحاضرون عدة مطالب التي لخصت في البيان الختامي -لنا عودة له- الذي خرج به الملتقى. وانفض الجمع على أمل اللقاء في المستقبل القريب في تجمع موسع لتعميق النقاش والخروج بقرارات تهم مستقبل الأمازيغية.