رأى محللون أن اعتراف دول في أميركا اللاتينية بدولة فلسطينية بحدود 1967, يمنح مصداقية ووزنا للحل البديل الذي تسعى إليه السلطة الفلسطينية, بعد فشل كل الجهود لإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان للتمكن من استئناف المفاوضات. إلا أن المحللين رأوا أن هذه الجهود يجب ألا تكون مرتبطة بالمفاوضات المتعثرة, خشية تحولها إلى أداة بيد إسرائيل تستخدمها للمماطلة. وعمليا, يبدو أن القيادة الفلسطينية باشرت تنفيذ خيار التوجه إلى دول العالم للاعتراف بدولتها تمهيدا للحصول على هذا الاعتراف رسميا من الأممالمتحدة. فقد حصلت فعلا على اعتراف البرازيل الأسبوع الماضي ثم الأرجنتين يوم الاثنين الماضي, وتوقع وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن تتوالى اعترافات دول أميركا الجنوبية بالدولة الفلسطينية خلال الأيام القليلة المقبلة. ويرى محللون أن اعتراف بلدان بدولة فلسطينية بحدود 1967 لن يجدي إذا بقي مرتبطا بتطور المفاوضات مع إسرائيل. وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت سمير عوض لوكالة فرانس برس، إن الاعترافات قد يكون لها جدوى «إذا استثمرت في سياق خطة فلسطينية خالصة بعيدة عن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي». وأضاف أن «هذه الاعترافات يجب أن تكون مسبوقة بإعلان صريح من القيادة الفلسطينية بفشل المفاوضات مع إسرائيل, لأن استمرار المفاوضات مع الدولة العبرية في ظل هذه الاعترافات بالدولة الفلسطينية سيكون غطاء تستخدمه إسرائيل للمماطلة». وأكد عوض ضرورة «استغلال هذا الجهد العالمي ليكون حقيقة، وليس لصالح المفاوضات». ورأى أن «هذه الاعترافات بالدولة الفلسطينية ليست صدفة بل جاءت نتيجة سعي متواصل للسلطة الفلسطينية للحصول عليها». من جهته صرح المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن «البرازيل دولة لها أهميتها في أميركيا الجنوبية, وسيكون لها تأثير قوي في حال طرحت مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أي من مؤسسات الأممالمتحدة». لكنه أضاف «يجب ألا يرتهن الحراك السياسي الدائر بالمفاوضات التي أظهرت استحالة تغيير إسرائيل لموقفها (...) ولا اعتقد انه من الضروري الربط بين هذه الاعترافات والمفاوضات السياسية». وفي الشارع الفلسطيني, لقي اعتراف البرازيل أولا بالدولة الفلسطينية صدى إيجابيا. فقد رفع عشرات الموظفين الذين شاركوا بإضراب أمام مجلس الوزراء الفلسطيني للمطالبة بحقوق نقابية، علم البرازيل تقديرا منهم لهذه الدولة.