أعلنت السويد الخميس أنها ستصدر مذكرة اعتقال جديدة بحق مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج في الوقت الذي تواجه فيه الولاياتالمتحدة غضبا بسبب الوثائق التي سربها الموقع. وفيما اختفى أسانج عن الأنظار, أكد محاميه البريطاني أن الشرطة البريطانية وأجهزة أمنية لدول أخرى تعرف مكان تواجده, كما تبين أن خطأ ما حدث في مذكرة الاعتقال الأولى التي صدرت بحقه مما حال دون قيام الشرطة البريطانية بأي تحرك. من ناحيته قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما تعيين راسل ترفيرز الخبير في مكافحة الإرهاب «على رأس جهود شاملة لتحديد وتطوير الإصلاحات الهيكلية المطلوبة عقب تسريبات ويكيليكس», حسب البيت الأبيض. وبعد أن رفضت المحكمة العليا في السويد الخميس النظر في طعن تقدم به أسانج في مذكرة التوقيف بحقه بتهمة الاغتصاب, ذكرت الشرطة السويدية أنها ستصدر مذكرة أخرى. وصرح تومي كانغاسفيري من الشرطة الجنائية السويدية لوكالة فرانس برس «علينا أن نجدد المذكرة. نحن نعترف بان هناك خطأ إجرائيا, ويجب على النائبة العامة ماريان ناي إصدار مذكرة جديدة». وأضاف أن «الإجراءات تنص على إدراج العقوبة القصوى لجميع الجرائم التي يشتبه بأن أسانج ارتكبها.. لكننا لم ندرج سوى تلك المتعلقة بالاغتصاب». ولم يظهر أسانج إلى العلن منذ بدأ موقعه في تسريب نحو 250 ألف برقية الأحد. ونفى محاميه من لندن مارك ستيفينز أن يكون أسانج فارا. وأعلن ستيفنز أن الشرطة البريطانية وعدة دول «تعرف» مكان وجود مؤسس موقع ويكيليكس المطلوب من الانتربول, بدون أن يؤكد مكان وجوده بالتحديد. وقال ستيفنز أن «سكوتلانديارد تعلم بمكان تواجده, كما أن الأجهزة الأمنية لعدد من الدول تعرف مكان تواجده». وجاءت تصريحات ستيفينز الذي يعمل من لندن بعد أن ذكرت صحيفة بريطانية إنه يعتقد أن اسانج متواجد في جنوب شرق انكلترا, إلا أن الشرطة لم تتمكن من التحرك للقبض عليه بسبب خطأ في مذكرة الاعتقال الأوروبية. وبعد أن قالت سارة بالين المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأميركي انه يجب معاملة فريق موقع ويكيليكس على أنه منظمة إرهابية صرحت متحدثة باسم الموقع أن اسانج يخشى على حياته. وقالت كريستين هرافنسون في لندن إن «خوفه على سلامته مبرر, مع وجود أشخاص يدعون, على سبيل المثال, الى اغتياله», وذلك بعد ان دعت مواقع أميركية يمينية إلى اغتياله. وأعربت والدة أسانج عن خشيتها على سلامة ابنها. وقالت كريستين أسانج لصحيفة «كورير ميل» في كوينزلاند باستراليا «أخشى أن الأمر أصبح كبيرا وان القوى التي يتحداها كبيرة جدا». وأكد بيورن هيرتنغ محامي أسانج في ستوكهولم لوكالة فرانس برس الخميس أنه سيطعن في أمر تسليم أسانج إلى السويد في حال اعتقاله. ووصف متحدث باسم الخارجية الأميركية أسانج بأنه «فوضوي», فيما حاولت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تهدئة المخاوف التي أثارتها التسريبات وذلك اثناء جولتها في وسط آسيا. واستقطبت التسريبات بشأن روسيا الاهتمام, حيث كشف الموقع عن مذكرة دبلوماسية أميركية تفيد بأن المدعي العام الاسباني وصف روسيا بأنها «دولة مافيا تعمل فيها الأحزاب السياسية «يدا بيد» مع الجريمة المنظمة. ونقلت برقيات أخرى عن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قوله إن «الديمقراطية الروسية اختفت». إلا أن بوتين قال في مقابلة مع «سي إن إن» أن غيتس «مخطئ تماما» محذرا المسؤولين الأميركيين من مغبة «التدخل» في شؤون روسيا السياسية الداخلية. ورغم تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن مؤخرا, إلا أن بوتين لم يخف انزعاجه.