إختنقت الدارالبيضاء غرقا جراء التساقطات المطرية الغزيرة وكثفت الساكنة اتصالها رغبة في رصد واقع الحال أمام قسوة الأحوال. ورافق الوضع المتردي شلالا من الأسئلة حول الحدث الرياضي صباح الثلاثاء ومدى إمكانية إجراء ديربي الرجاء والوداد في موعده، لكن شلالا محملا بأسئلة القلق دون جواب شافي من الرباط؟ سلطات الدارالبيضاء إرتأت تأجيل الحدث الى موعد لاحق، وهي موزعة بين مشاكل الطرق والأزقة واختناق رئتي الدارالبيضاء، وتعثر الإنارة والهلع في بعض المساكن الهشة. وبعد زوال اليوم ذاته، اتخذ القرار بتنسيق بين سلطات المدينة وجامعة الكرة، وكان ذلك في فترة انطلقت فيها الطلائع الأولى للجمهور الرياضي في اتجاه المركب الرياضي محمد الخامس، ومرة أخرى يكشف الحدث بمياه الأمطار الغزيرة ورداءة أحوال الطقس غياب التواصل ليبقى الحل رهين مبادرات خاصة مرتكزة على هواتف خاصة لمسؤولي الكرة من بينهم أحمد غيبي مشكورا. وحدث هذا في وقت أعلنت فيه وزارة التربية الوطنية من خلال أكاديميتها بجهة الدارالبيضاء. تعليق الدراسة طيلة اليوم، وأبلغت المعنيين ببلاغ صباحي ساهم في تخفيف ضغوط المشكل بنسبة كبيرة. فما الذي كان على جامعة الكرة أو الوزارة الوصية أمام الحدث؟ وكيف كان يمكن لفريق الرجاء المضيف ومنظم اللقاء أن يعلن التأجيل والقرار معلق بين سلطات المدينة والرباط، حيث جامعة الكرة؟ وهكذا انعدم التواصل وتعذر على الجمهور الرياضي التعرف على مصير ديربي الرجاء والوداد في يوم استثنائي؟ واللقاء مبرمج حاليا في موعد ثالث حددته الجامعة يومه السبت بداية من الساعة الثالثة عشية، وبلغنا من مسؤولي الفريقين أن التأجيل كلف كل طرف ما يعادل مبلغ أربعون مليون سنتيم في التجمع التحضيري، ويسعى الطرقان لتسجيل حضور مميز وكسب نقط الفوز وهما معا فوق كرسي واحد في الرتبة الثالثة بعد انفراد المغرب الفاسي بالصف الثاني عقب فوزه على شباب قصبة تادلة يوم الثلاثاء. ويبدو أن مدرب الرجاء ظل يحتفظ بالمجموعة التي أشركها في فترة التهييء، ويتابع اللاعبين المصابين، وقد استرجع لاعبه الموقوف محسن متولي، في المقابل سيحرم الوداد من خدمات المدافع هشام اللويسي الذي تغيبه الإصابة لأكثر من شهر، ويعمل الإيطالي الفرنسي «دييغو كارزيطو» على إعداد مجموعته للموعد، والغريب أن الاستعداد والتحضير ظل مطوقا بين مسؤولي الرجاء الفريق المنظم والوداد الضيف وتتعبأ الجماهير لتقديم عروض فنية تشكيلية. وكما تسهر إدارة المركب الرياضي محمد الخامس على ترميم آثار الأمطار في الملعب، والجامعة تواكب الأشغال، وفي مجال اللوجستيك انعقدت اجتماعات في مدار سلطات المدينة ترمي الى إضفاء السلامة على اللقاء، وتبقى المجالس المنتخبة خارج الحدث، يتابع أعضاؤها ويتفرج المهتمون منهم بالكرة على تطور الأحداث في الديربي، ولم تصدر عنهم مبادرة تترجم الإنخراط تتمثل في ما يسعد الجمهور، ساكنة المدينة، الناخبون الذين سيحجون الى الملعب. لقاء الرجاء والوداد في نسخة أخرى تحمل رقم تسعة بعد المائة سيجري السبت بشبابيك مغلقة مما يؤكد اتساع مساحة شعبيته ومكانته المتجدرة في مدينة الدارالبيضاء، حيث مسقط رأس الثنائية، ويتضح للجمع أن اللقاء مهرجان رياضي بمرجعية عميقة، وبدلالات ورسائل، يكبر من يوم لآخر ويشد اهتمام الجماهير وطنيا ودوليا ويحظى بشعبية لم تبلغها مهرجانات وملتقيات تقام بالملايير. الديربي ملك للدار البيضاء وللوطن ويحتاج اليوم لدراسة بهدف تنمية منتوجه وموارده وفرجته مع الحرص على توجيهه الى أهدافه الرياضية حتى لا تتعفن الروابط التاريخية بين الرجاء والوداد.. فهل يتحرك المعنيون بالشباب والرياضة والشأن المحلي لرعاية الديربي أم سيبقوا في المنصة يكتفون بالتفرج؟