حدد التشخيص التشاركي للجماعة القروية تازروت، الواقعة بتراب إقليمالعرائش، مؤهلات تنمية الجماعة في قطاع السياحة الدينية لمزار الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، والسياحة البيئية للمنتزه الجهوي جبل بوهاشم. ويعطي التشخيص التشاركي، الذي تمت المصادقة عليه أمس الأربعاء خلال اجتماع ضم ممثلين عن الجماعة القروية والمصالح الخارجية والمجتمع المدني، صورة حقيقية عن واقع الحال بالجماعة القروية وإمكاناتها الواقعية لتحقيق تنمية محلية مستدامة. وأفادت المعطيات الواردة في التشخيص التشاركي أن السياحة الدينية لضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش تمكن من جذب حوالي 400 ألف سائح سنويا، ما يجعلها رافعة يتعين استغلالها لتطوير أنشطة مدرة لموارد مالية إضافية لجماعة تزروت وللدخل بالنسبة للأشخاص. أما بالنسبة للسياحة البيئية، فتعتبر الجماعة القروية تازروت واحدة من بين ست جماعات قروية تشكل المنتزه الجهوي جبل بوهاشم، إذ تمتد الغابات على مساحة 11 ألف هكتار، من أصل 17 ألف هكتار المشكلة لتراب الجماعة، مع وجود مناظر طبيعية خلابة وعادات اجتماعية تشكل موروثا شعبيا يتعين النهوض به. وأكد ممثل جمعية «تارغا» عمر داوود، المشاركة في إنجاز التشخيص التشاركي عبر المواكبة التقنية، أن هذه المبادرة مكنت من تحديد الإشكالات التي تعيق التنمية المحلية على مستوى الجماعة القروية لتازروت من أجل البحث بشكل جماعي عن حلول. ومن بين الاختلالات التي رصدها التشخيص التشاركي، أبرز السيد عمر داوود في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجماعة تعاني بالأساس من خصاص في الطرق القروية معدله 35 كيلومترا، وارتفاع معدلات الأمية لدى الكبار والهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة لدى الأطفال. كما كشف التشخيص عن ضعف الكهربة بالجماعة القروية تازروت، إذ تم ربط 12 قرية فقط بالكهرباء من بين 25 قرية تضمها الجماعة، على أمل تعميم الكهربة في أفق سنة 2012. وأبرز أن المرحلة الأخيرة من تفعيل خلاصات التشخيص التشاركي, الذي أنجر عبر عقد مجموعة من اللقاءات مع الساكنة وممثلي المجتمع المدني والمسؤولين المحليين، تتمثل في مصادقة الجماعة القروية لتازروت على مخطط التنمية الجماعية وفق ما ينص عليه الميثاق الجامعي الذي يلزم كل جماعة التوفر على مخطط تنمية محلية قبل متم سنة 2010.