استضاف أصدقاء الصالون الأدبي، بنادي التنس بالدارالبيضاء، الكاتب المغربي عبدالله الطايع، بمناسبة صدور روايته الجديدة «نهار الملك»، وقد تولى تأطير هذا اللقاء الأستاذ قاسم باصفاو، الذي ذكر بأن الطايع في روايته الجديدة، استخدم الجانب التخييلي بصورة أكبر، من كتاباته السابقة، التي كانت تحمل في الغالب طابع الشهادات، كما هو الحال بالنسبة لرواية «حمرة الطربوش»، غير أن حضور التخييل -يضيف باصفاو- لم يبعد المؤلف عن تناول المعيش اليومي، لفضاء محدد، هو الحي الشعبي السلام بسلا. وكرس عبدالله الطايع مداخلته للحديث عن رواته الجديدة «نهار الملك»، التي فازت بعدة جوائز، آخرها جائزة فلور. وانطلق في حديثه من النقطة التي انتهى عندها باصفاو،وهي أنه بالرغم من عبوره نحو ضفة الخيال، فإنه لم يغادر حي السلام، الذي ولد فيه وترعرع، موضحا أنه لا يمكن الانطلاق من لا شيء. ولهذا كان طبيعيا أن تحضر بعض المشاهد الدالة على هذا الفضاء الشعبي: صراخ السكارى، الجوع، الإهمال، الإحساس بالفراغ، التمزقات، كما كان لا بد أن تحضر والدته بالنظر إلى شخصيتها القوية إلى حد العنف، على حد تعبيره. وتحدث بهذا الصدد عن علاقته بوالدته-التي تحضر بثقلها الرمزي في روايته»نهار الملك». موضحا أن تعلقه بها وإعجابه بها، ليس ناتجا عن كونها حنونة، ولكن بالضبط لأنها قاومت قسوة العيش بعنف، ولم تكن تخجل من الصراخ خارج البيت. وأشار إلى أن هذه الرواية، مزدحمة بالأصوات، وهذا أمر طبيعي، بالنظر إلى تنوع الفضاءات المحيطة بالحي الذي تدور فيه وقائع الرواية. ورد على من استخفوا بهذه الرواية، لكونها لا تعدو، أن تكون شهادة وأنه لم يذهب أبعد على مستوى الحكي، كما يتيح المتخيل ذلك. رد على هذا الانتقاد قائلا، إن كل كتابة هي شهادة، سواء كانت تخييلا أم سيرة ذاتية، لكن ليس شهادة للكلام من أجل الكلام، بل من أجل البناء، وأن هذا هو دور الأدب. وأضاف أنه في رواية «نهار الملك»، حاول أن يتجاوز النوع البشري، من خلال تعمده المزج بين شخصيتين، ليس فقط روحيا، بل كذلك جسديا، وعبر هذا المزج، برز شخص آخر، وهو من واصل الحكي. وأكد على أن هذه الرواية، ليست جريئة كما قد يوحي بذلك العنوان» نهار الملك»، على خلاف بعض المنابر الصحفية، التي كانت مغالية في جرأتها، عند تطرقها إلى هذا الموضوع. مع ذلك، فإن خفوت الجرأة في روايته، لم يمنع من التعامل معها بحذر ملحوظ. واستنتج أن مجتمعنا مليء بالصراعات، وأنه يتم تبذير الكثير من الطاقة والوقت، في الاقتتال -على حد تعبيره- وأن الناس أصبحوا يغضبون من أجل لا شيء. وأقر بأنه يعي بأنه لا يكتب من أجل أن يحل أي مشكل، سواء كان شخصيا، أم غير ذلك، بل الكتابة هي مجرد أداة للتعبير، ومجرد رغبة في بناء أدبي، برؤية ما. وأن الحكي عمل معقد، ينبغي على الكاتب أن يعطي من خلاله ذاته وجسده، وينسى الخوف من الرقيب.