كشفت لجنة الترشيح لجائزة غونكور للرواية، أول أمس الاثنين، عن اللائحة الأولية للأعمال المرشحة لنيل أكبر جائزة أدبية فرنسية برسم سنة 2010. ويوجد ضمن هذه القائمة، التي تضم 14 رواية، العمل الأخير الذي نشره الكاتب المغربي المقيم في هولندا، فؤاد العروي، الصادر عن دار النشر «جوليار» تحت عنوان «سنة عند الفرنسيين». ومن جهتها، أصدرت لجنة تحكيم جائزة رونودو للرواية، في نفس اليوم، لائحة الأعمال الخمسة عشر المنتقاة أوليا للتنافس على غريمة الغونكور، واختار أعضاء اللجنة التسعة، من بين الأعمال المرشحة رواية الكاتب المغربي المقيم في فرنسا عبد الله الطايع «يوم الملك»، الصادرة ضمن منشورات «لوسوي». وإذا كانت لجنة غونكور ستجتمع لاحقا مرتين اثنتين، 5 أكتوبر و4 نونبر قبل الإعلان عن اسم الفائز في 8 نونبر، فإن أعضاءها العشرة قد اختاروا، ضمن لائحة انتقائهم الأولية بالإضافة لفؤاد العروي، أسماء وازنة في الحقل الأدبي الفرنسي لعل أبرزها ميشيل هوليبك، المعروف بمعاداته للإسلام والمسلمين، عن روايته «الخريطة والإقليم» التي أثارت جدلا واسعا، إذ اتهم صاحبها بممارسة السرقة الأدبية بفعل توظيفه لعدة فقرات مستقاة من موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية. وضمن الأسماء الوازنة المرشحة للغونكور أيضا، ثمة الكاتبتان فيرجيني ديبونت وأميلي نوثومب، علما بأن القائمة الأولية تتضمن خمس نساء. ورغم أن الصفحات الأدبية لبعض المنشورات الفرنسية، «الإكسبريس» و»إيل» على سبيل المثال، وصفت فؤاد العروي بالكاتب «غير المعروف»، فإن هذا الأخير كان قد اختير من بين المرشحين الخمسة لنيل جائزة الغونكور للقصة القصيرة في ربيع السنة الجارية عن مجموعته « اليوم الذي لم تتزوج فيه مليكة «. فهل يكون سليل مدينة وجدة، الذي يحكي في عمله الجديد عن التلميذ الملالي النجيب، مهدي الخطيب، الذي يلتحق بليسي ليوطي بالبيضاء في مطلع سبعينيات القرن الماضي لمتابعة دراسته به، هل يكون ثاني مغربي يحصد أهم جائزة أدبية فرنسية بعد الطاهر بن جلون الذي حازها في 1987 ؟ وتجدر الإشارة، في هذا المقام الى أن صاحب «الليلة المقدسة» عضو ضمن لجنة تحكيم الغونكور وأنه من بين الذين انتقدوا رواية ميشيل هوليبك المرشحة بقوة، من قبل الإعلام الثقافي الفرنسي، لنيل جائزة هذه السنة بعد إخفاق صاحبها في عامي 1998 و2008. وهل يكون عبد الله الطايع، سليل مدينة سلا الذي تتناول آخر رواياته تيمة الشرخ القائم مغربيا بين الأغنياء والفقراء من وجهة نظر سارد هو مراهق معوز يعيش بمعية والده بعد رحيل أمه، هل يكون أول مغربي يفوز برونودو الرواية، الجائزة التي سيعلن عن نتائجها النهائية في نفس يوم الإعلان عن نتائج الغونكور؟ وليس العروي والطايع هما المغاربيان الوحيدان المرشحان لهاتين الجائزتين، إذ انتقي كتاب «قضية العبد فورسي» للصحفي من أصول جزائرية، محمد العيساوي، ضمن المؤلفات السبعة المتنافسة على جائزة رونودو في صنف الأبحاث. وبالإضافة إلى روايتي المغربيين المتنافسين حول الجائزتين المذكورتين، صدرت، في غشت الماضي، لمغربي آخر مقيم في فرنسا، محمد حمودان، رواية «السماء، الحسن الثاني وأمي فرنسا»، لكنها رواية لا تندرج بكل تأكيد، مثلها مثل باقي إبداعات ابن المعازيز الشعرية والنثرية، ضمن معايير حكام وحرس الجوائز الأدبية على ضفاف نهر السين المخملية!