قال مسؤولون أول أمس الثلاثاء إن مواطنين من جنوب السودان يعيشون في أوغندا تلقوا تهديدات بالقتل وتحذيرات حتى لا يسجلون أسماءهم في الاستفتاء على استقلال الجنوب في تطور قد يقوض عملية التصويت. وذكر مسؤولون أن موظفين يعملون في المنظمة الدولية للهجرة التي تشرف على التسجيل تلقوا أيضا اتصالات هاتفية ورسائل تهديد مما يعطل الاستعداد للاستفتاء الذي يجري في يناير كانون الثاني. وقالت المفوضية المنظمة للاستفتاء التي تتخذ من الخرطوم مقرا لها أنها تدرس تقارير تقول أن هذه التهديدات جاءت من نشطاء في الحملة في جنوب السودان يحاولون منع التسجيل للاستفتاء خارج الجنوب خوفا من تزوير النتائج. وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز «وردت تهديدات بالقتل في اتصالات هاتفية وفي رسائل وخلال الدق على الأبواب في منتصف الليل». وذكر المصدر أن التهديدات وجهت إلى ناخبين محتملين والى عاملين في المنظمة الدولية للهجرة. ورفضت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها التعليق. وأمام مواطني جنوب السودان 47 يوما فقط لإجراء استفتاء ستحدد من خلاله منطقة الجنوب الغنية بالنفط ما إذا كانت ستعلن استقلالها أم ستبقى جزءا من السودان. ويتسم الاقتراع بحساسية سياسية ونص عليه اتفاق سلام عام 2005 الذي أنهى حربا أهلية بين الشمال والجنوب. ويجري الاستفتاء في التاسع من يناير كانون الثاني وقد يقسم أكبر دولة في أفريقيا مساحة إلى دولتين. ومن المتوقع أن يختار غالبية الجنوبيين الاستقلال وهم يكنون مشاعر شك عميقة في خصومهم السابقين في الشمال. واتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الرئيسي في الجنوب الشمال بمحاولة تعطيل الاقتراع للإبقاء على سيطرته على نفط المنطقة. بينما اتهم أعضاء كبار في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم الذي يدعو من اجل الوحدة الجنوب بمنع الجنوبيين من التسجيل في الشمال وهددوا بعدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء. والجنوبيون فقط هم من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء لكن أقيمت مراكز تسجيل لنحو 500 ألف ناخب مؤهل يعيشون في شمال السودان ونصف مليون جنوبي آخر يعيشون في أوغندا والولايات المتحدة وست دول أخرى. وقال ثابت علي عضو مفوضية الاستفتاء «سمعنا بهذه المزاعم عن محاولة أفراد طائشين ترويع الناس من التسجيل في أوغندا... التقارير تشير بالقطع أنهم سودانيون جنوبيون. ربما يظنون أن العملية ستزور لذلك يخرجون لإخافة الناس من التسجيل». وصرح بأن موظفي المفوضية يزورون أوغندا للتحقق من التقارير والتقدم الذي أحرز في التسجيل. وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن سير العملية في أوغندا لكن أنباء التهديدات ربما خفضت عملية التسجيل في مناطق الريف. وقال مراقبو الأممالمتحدة للاستفتاء أمس الاثنين أنهم تلقوا «تقارير مزعجة بشأن عمليات ترويع وتهديد» ضد موظفي المنظمة الدولية للهجرة والناخبين المحتملين.