الاحتفاء بسينما الغد... منعطف أساسي لدعم هوية المهرجان احتفاء بالدورة العاشرة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، سيحضر هذه السنة عدد من رؤساء لجان تحكيم الدورات السابقة، ويتعلق الأمر بشارلوت رامبلين (2001) وفولكر شليندورف (2003) وألان باركر (2004) وميلوش فورمان (2007) وباري ليفنسون (2008). هذا ما حمله بلاغ عممته مؤسسة مهرجان مراكش الدولي للفيلم، على وسائل الإعلام، وتوصلت بيان اليوم بنسخة منه، جاء فيه أنه قد تم الحسم في لائحة الأفلام المشاركة، و هي 15 فيلما ستتنافس في المسابقة الرسمية للدورة العاشرة للمهرجان التي ستنظم من 3 إلى 11 دجنبر المقبل. وحسب البلاغ أيضا، فإن المسابقة ستحتفي هذه السنة بسينما الغد من خلال 10 أفلام تعد الأولى لمخرجيها، وثلاثة أفلام تعد ثاني أعمال لمخرجيها تمثل 15 بلدا، ما يجعلنا نرى مسبقا أن هذه الدورة ستكون دورة الاكتشاف ودورة اليد الأولى، وهو منعطف أساسي على درب دعم هوية المهرجان بعد عشر دورات تميزت باكتشاف مخرجين جدد متميزين وأعمال سينمائية أولى رائعة من كل قارات العالم. ومن بين مفاجآت الدورة الحالية، مشاركة المغرب في حلبة التباري للفوز بإحدى النجمات هذه السنة، بفيلم «ميراج» للمخرج المغربي الشاب طلال سلهامي وبطولة عصام بوالي، كريم السعيدي، مريم راوي، عمر لطفي ومصطفى هواري، إنتاج 2009 ، ويحكي الفيلم الذي تم تصوير مشاهده بين الدارالبيضاء وورزازات قصة خمسة فتيان يسعون إلى الظفر بمنصب شغل لدى شركة عالمية استقرت حديثا بالمغرب. وبعد الاختبارات التي أجراها مسؤولو الشركة لتحديد المرشح الذي سيفوز بهذا المنصب الهام، وجد هؤلاء الشباب أنفسهم مطالبين بإجراء اختبار خاص وغريب يتمثل في السفر على متن حافلة من دون نوافذ، وبعد ساعات من السفر تتوقف الحافلة ليجد هؤلاء الشباب أنفسهم في وسط خلاء شاسع دون أدنى علامة في الأفق. المخرج طلال السلهامي، المزداد بباريس سنة 1982 ، بدأ حياته المهنية بالكتابة والإخراج وسنه لا يتجاوز 18 سنة. وقد أخرج فيلم (سنيسطرا ) سنة 2006 ، وهو فيلمه الرابع القصير الذي حصد العديد من الجوائز بمجموعة من المهرجانات العالمية. عن باقي الأفلام المشاركة فقد جاءت كالتالي: أفلام أولى: «أنيمال كينغدوم» لدافيد ميشود (أستراليا) «بيكلاوديد» لأليخاندرو جيربر بيسيشي (المكسيك) «بيوند دو ستيبس» لفانخا دالكنتارا (روسيا وبولونيا وبلجيكا) «جاك يبحر» لفيليب سيمور هوفمان (الولاياتالمتحدة) ماريكي ماريكي» لصوفي سشتكينز (بلجيكاوألمانيا) «نو 89 شيمن رود» لهالون شو (الصين) «روزا مورينا» لكارلوس أوغوستو دو أوليفيرا (الدنمارك) «دو جورنال أوف موسان» لبارك جونغبوم (كوريا الجنوبية) «وين وي ليف» (ألمانيا) لفيو الاداغ. أفلام ثانية: «حياة هادئة» لكلوديو كوبليني (إيطاليا) «نهاية» للوي سامبييري (إسبانيا) «كارما» لبراسانا جايكودي (سيريلانكا). من الفيليبين شريط «المانحة» لمارك ميلي (الفلبين) ومن روسيا «دو إيدج» لأليكسي أوشيتيل. كما سلفت الإشارة فان حضور رؤساء لجان الدورات السابقة للاحتفاء بالذكرى العاشرة للمهرجان يعد حدثا بالغ الأهمية، وعامل تميز يؤكد تواصل حبل الود والدعم، لم ينقطعا بين مهرجان مراكش السينمائي الدولي وبين السينمائيين الكبار الذين استضافتهم الدورات السابقة، وذلك في اعتقادي يعود لسببين أولهما أن مراكش مهرجان تأسس منذ انطلاقته على النتائج النزيهة البعيدة عن التملق أو المحاباة بالنسبة للأفلام المتبارية، وثانيهما انفتاحه على كل التجارب السينمائية العالمية, ما أكسبه إشعاعا على المستوى الدولي, ومن نقطه القوية أيضا الاعتماد على برمجة مادة فيلمية منتقاة بعناية شديدة، إضافة إلى فقرات رائعة ومتنوعة، فهو ممتع في فقرة « نبضة قلب « مفيد في ال « ماستر كلاس « ويمتاز ببعد نظر من خلال لحظات «تكريم» ذات قيمة كبيرة في تاريخ السينما، مهرجان مفتوح على المدينة، شاشات في كل مكان، مفتوح على ذوي الاحتياجات الخاصة عبر تقنية الوصف السمعي، وهو أيضا مهرجان صارم وجدي كل الأمور تمشي فيه بدقة تنظيميا. و بكل هذه المعاني فهو تظاهرة سينمائية دولية كبرى، تضيف شيئا للمهرجانات العالمية، وقبل هذا تضيف الشيء الكثير لمستقبل السينما في المغرب من خلال ال « ماستر كلاس « أو اللقاءات التكوينية و الأوراش التي تنظم كل سنة بمناسبة المهرجان بين مجموعة من السينمائيين من ضيوف المهرجان، طلبة معاهد السينما وكبار المخرجين العالميين من بينهم الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا الذي سيكون أستاذ الدورة العاشرة بعد كل من مواطنيه المخرج الكبير مارتين سكورسيزي والمخرج والسيناريست الأمريكي جيم جارموش والناقد السينمائي الفرنسي جون بيير لافوانيا, والمكسيكي ألفونسو كوارون ومدير التصوير والمخرج الأسترالي كريستوفر دويل, فضلا عن المخرج والسيناريست والممثل إمير كوستوريتسا. ولعل هدف مهرجان مراكش المتمثل أساسا في النهوض بالسينما المغربية سيتجلى أكثر مع استحداث مسابقة الفيلم القصير المخصصة لطلبة معاهد ومدارس السينما بالمغرب، والتي تبلغ قيمة جائزتها 300 ألف درهم، الجيد في المسألة أن طلبة السينما سيجدون أنفسهم أمام لجنة تحكيم على مستوى عال من الأهمية والخبرة، لجنة جديرة بالتحكيم في اكبر المهرجانات العالمية والتي تترأسها نجمة مسرح برودواي الممثلة السينمائية سيغورني ويفر التي حضيت بالتكريم عن مجمل أعمالها في إحدى دورات المهرجان السابقة. دورة بعد أخرى يتأكد التزام المهرجان بدعم الأعمال السينمائية والمواهب المغربية المتميزة وتعزيز مكانتها في المشهد السينمائي الوطني ولما لا، على خريطة السينما العالمية مستقبلا، وهذا هدف ليس بعيدا بالنظر إلى ما أنجزته سينمانا الفتية خلال العقد الأخير، والتطور الذي رافقه.