عيد بأية حال عدت يا عيد، هذا ما عبر به سكان حي لغزافية بلوك 5 بمدينة بني ملال الذين اهتزوا لوقع جريمة نكراء سرى خبرها باقي أحياء المدينة في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الثلاثاء ما قبل عيد الأضحى، حيث أقدم عز الدين ذو 22 سنة على طعن أمه فاطمة التي كانت فوق السطح بصدد ترتيب بعض لوازم استقبال العيد بواسطة سكين حادة تم حشدها للتو استعدادا لنحر الأضحية وكانت ضربة واحدة على مستوى الرقبة كافية لقتلها، ولم تكن أخته ابتسام 24 سنة تعلم بأن القدر المحتوم واقف لها بالمرصاد حيث هرولت مسرعة في محاولة منها لفض النزاع كالمعتاد بين الأخ المجرم وأمه، وقد واجهها هي الأخرى بطعنة على مستوى البطن والرقبة لتسقط مضرجة في دمائها، وبعد تنفيذ جريمته خرج إلى الساحة بعد أن دس السكين بجانب براكة الحارس الليلي المقابلة للفيلا مسرح الجريمة، وفور سماع الصياح خرج الجيران والمارة حيث ألقي عليه القبض إلى حين قدوم رجال الأمن وتسليمه لهم بعد معاينة آثار الدم على ملابسه وبباب المنزل، وقد حلت بالمكان فرقة من الشرطة العلمية والأمن الوطني والسلطة المحلية كما تجمهر عدد غفير من الناس، وبعد القيام بالتحقيق وجمع المعطيات تم نقل الجثتين إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي بالمدينة واقتياد المجرم إلى مخفر الشرطة تحت صياح وتهليل السكان والنسوة خاصة لما خلفه هذا المصاب من أثر عميق في نفوس كل من سمع به خصوصا مع إقبال العيد الذي لم يكن سعيدا بالنسبة للجيران والأقارب، هذا وقد أفاد خباز الحي وهو يدرف الدموع أن الشابة القتيلة أعدت الحلوى بالفران الذي يبعد بحوالي 200 متر تقريبا وناولته مبلغ مائة درهم أخذ منها المقابل ورد الباقي لتبادله تهاني العيد وودعته في حدود الساعة السابعة مساء، والقاتل حاصل على دبلوم التكوين المهني في تخصص الكهرباء، وله أخوان أكبر منه واحد منهما أبكم، والوالد متوفي منذ مدة وكان آنذاك شرطيا، ولازالت أسباب هذه الجريمة غير معروفة في انتظار استكمال البحث.