في سابقة تعد الأولى من نوعها، قضت محكمة الجنايات بالسجن المؤبد على قاضيين لاتهامهما باستدراج طالبة حقوق لشقة أحدهما وتناوبوا الاعتداء عليها مع صديقهما لمدة 5 ساعات. وقع هذا بمحافظة الجيزة في مصر المحروسة، مصر أم الدنيا، مصر المعروفة بقضاء تسبقه السمعة والاستقامة والنزاهة... جاء في تحقيقات القضية، حسب ما تداولته صحف محلية، أن «إسلام» ويعمل قاضيا بأحد الهيئات القضائية الهامة، كان يقوم بالتدريس في برنامج التعليم المفتوح بجامعة عين شمس، وتعرف على إحدى طالباته بالفرقة الثانية، وطلبت منه مساعدتها في استذكار دروسها، وتطورت العلاقة بينهما إلى علاقة عاطفية. وبحسب صحيفة «الشروق» قالت المجني عليها في التحقيقات إن القاضي المتهم أخفى عنها عمله فى مجلس الدولة، وظنت أنه أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس، ولما توطدت العلاقات بينهما، بدأ فى كتابة الملخصات لها ومقابلتها خارج الجامعة، وفى أحد الأيام اتصل بها، وطلب مقابلتها كى يسلمها ملخصات دراسية، وبالفعل توجهت إليه، واقترح عليها الذهاب إلى مكتب محام صديق له للجلوس فيه، وهناك فتح لهما الباب شخص آخر، كان هو المتهم الثاني «أحمد» الذى يعمل قاضيا هو الآخر بإحدى المحاكم الابتدائية .خلال إقامتها شرب القاضيان خمرا، واتصلا بقاض ثالث يدعى «عماد»، وفي لحظة من اللحظات تناوبوا الاعتداء على الطالبة، من الساعة العاشرة وحتى الثالثة ليلا، قبل أن يتركوها تغادر الشقة. وذكرت التحقيقات أن الطالبة انتابتها حالة هستيرية على باب العمارة، وانخرطت فى نحيب شديد، فحضر البواب، وتجمع المارة والجيران، واتصلوا بشرطة النجدة. وتضيف التحقيقات أن ضباط الشرطة تحفظوا على ملابس المجني عليها، ثم أمرهم مدير أمن الجيزة بالعودة للشقة، وعندما عادوا إلى الشقة محل الواقعة، لم يفتح لهم أحد، فلم يقتحموها في البداية لعدم وجود إذن من النيابة العامة بدخولها... أحالت النيابة المجني عليها وملابسها للطب الشرعي، فتبين أنها لا تزال بكرا، مع وجود آثار لثلاثة رجال على ملابسها، وأن روايتها للأحداث صحيحة، وطلب الطب الشرعي إرسال المتهمين الثلاثة للطب الشرعي لأخذ عينة من دمائهم، للوقوف على ما إذا كانت الآثار تخصهم. وبحسب الصحيفة المذكورة، أمر ممثل النيابة بتحرير 3 مذكرات لرفع الحصانة عن القضاة الثلاثة، ووافق مجلس القضاء الأعلى برفع الحصانة عن القاضي الأول، ورفض المجلس الخاص رفع الحصانة عن الباقيين، وأحالهما إلى مجلس تأديب، عاقب أحدهما بالفصل من الخدمة، بينما لا يزال ينظر فى تأديب الثالث «عماد». وأكدت التحقيقات انه بعد فصل القاضيين «إسلام» و»أحمد»، استدعتهما النيابة، وحققت معهما فأنكرا الواقعة، وادعيا كذب المجني عليها، فأحالتهما النيابة للطب الشرعي، لكنهما رفضا أخذ عينة من دمائهما لتحليلها، فأمر ممثل النيابة بإحالتهما لمحكمة الجنايات. وأوضح ملف القضية، أنه عقب إحالة القاضيين لمحكمة الجنايات، هربا إلى جهة غير معلومة، ولم يحضرا جلسة محاكمتهما، فصدر الحكم بمعاقبتهما بالسجن المؤبد، وتبين من واقع تحقيقات التفتيش القضائي أن القاضي «إسلام»، سبق اتهامه في قضيتين صدر فيهما حكم ضده بحبسه 6 شهور بتهمة إصابته لموطن صدمه بسيارته. وجاء في التحقيقات أن القاضي المتهم كان يسير عكس الاتجاه، وصدم بسيارته محمد فكرى «26 سنة- مساعد كهربائي في شركة بحرية» عند الكيلو 22 على طريق إسكندرية مطروح، وأصابه بارتجاج في المخ، ونزيف بالأذن اليمنى، وبكسر فى عظام الساق اليمنى. كما تورط ذات القاضي في نزاع على إيجار عقار في حي العجوزة، وتبادل الطرفان تحرير المحاضر والشكاوى في حي العجوزة وقسم شرطة العجوزة، على مدار أكثر من 10 سنوات. وحررت جارته «عبير» مع شقيقاتها محضرا أكدن فيه أنه اقتحم الشقة وكسر بابها، ووجه إليهن السباب، وعندما نهرته إحداهن، قال لها: «أنا أعمل اللى أنا عاوزه، وما أسمعش منكم نفس». وبحسب المصدر ذاته حاولت السيدات، كما جاء في أوراق القضية، إخراجه بالقوة، وبدأن في الصراخ والاستغاثة، فكسر زجاجة مياه غازية كبيرة، ورماها على إحداهن، فأصيبت في الحال بقطع سطحى بقدمها اليسرى. وعلى أصوات الصراخ والاستغاثة تجمع عشرات المواطنين أسفل العقار، فقفز القاضي المتهم عبر السطح إلى أحد العقارات المجاورة مبتعدا عن المواطنين الغاضبين الذين صعدوا أعلى العقار لاستطلاع الموقف. ثم توجه «إسلام» على الفور إلى قسم شرطة العجوزة، وحرر محضرا ادعى فيه بأن «عبير» وشقيقاتها قمن باحتجازه داخل شقتهن بالدور الرابع، ولم يتم الفصل في النزاع بين الطرفين حتى نشر تفاصيل هذه القضية...