قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة بالحكم على رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بالسجن 15 عاما بتهمة التحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وعلى ضابط الشرطة السابق محسن السكري بالسجن المؤبد 25 عاما بتهمة قتل المطربة ذاتها. يذكر أن سوزان تميم كانت قتلت في دبي في يوليوز عام 2008 طعنا بسكين. وكان هشام طلعت ومحسن السكري قد حضرا إلى مقر المحكمة في تمام الساعة ال11 من صباح الثلاثاء وتحدث هشام مع محاميه حافظ فرهود وفريد الديب لمدة دقائق. وفي مفاجأة غير متوقعة، قدم فريد الديب طلبا إلى هيئة المحكمة أقر فيه، نيابة عن باقي هيئة الدفاع عن هشام طلعت، بالتنازل عن سماع جميع شهود الإثبات المصريين أو المتواجدين في دبي والواردة أسماؤهم في الجلسة الماضية، التي انعقدت في 26 شتنبر الماضي، والتي تم إثباتها في محضر جلسة الثبوت في محكمة أول درجة. وطالب فريد الديب في المذكرة بسماع شهادة الدكتورة هبة العراقي الطبيبة الشرعية، وكذا سماع شهادة الدكتور عادل المسيري الأستاذ بكلية الطب بجامعة عين شمس، وشعيب علي أهلي وكيل نيابة البر بدبي، والنقيب أحمد ناصر من شرطة دبي، وكذلك رئيس وحدة الكلاب البوليسية بدبي والمختصين بتشغيل كاميرات المراقبة بدبي. وكانت دائرة سابقة في محكمة جنايات القاهرة قضت العام الماضي بإعدام السكري ومصطفى. لكن محكمة النقض، وهي أعلى محكمة مدنية، ألغت الحكم في مارس وأمرت بإعادة المحاكمة. وأحيل مصطفى (49 عاما) في شتنبر من عام 2008 على المحاكمة كمتهم ثان مع السكري ضابط الشرطة السابق الذي كان من مساعديه في ذلك الوقت. وقال النائب العام عبد المجيد محمود في قرار إحالتهما على المحاكمة إن السكري سافر إلى دبي لقتل تميم بتحريض من مصطفى الذي دفع له مليوني دولار، وإن السكري تعقبها في لندن محاولا قتلها قبل أن يقتلها في دبي. وقال جمعة بعد عودة الجلسة للانعقاد: حكمت المحكمة أولا بمعاقبة محسن منير علي السكري بالسجن المؤبد... وبالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات عما أسند إليه بالبند ثانيا (من أمر الإحالة للمحاكمة). وتضمن البند ثانيا من أمر الإحالة أن السكري حاز في مصر سلاحا وذخيرة بدون ترخيص. وأضاف جمعة: ثانيا بمعاقبة هشام طلعت إبراهيم مصطفى بالسجن المشدد لمدة 15 عاما عما أسند إليه(...) ثالثا بمصادرة مبلغ المليوني دولار والسلاح والذخيرة. يذكر أن مصطفى يشغل منصب وكيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى إلى ما قبل انتخابات التجديد النصفي للمجلس التي أجريت في يونيو. كما أنه عضو في المجلس الأعلى للسياسات، أهم لجنة في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وكان إلى ما قبل توجيه الاتهام إليه رئيسا لمجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى، التي تعمل في تشييد العقارات في مصر ودول عربية أخرى. وكانت مصر قد فتحت تحقيقا في الحادث الذي اتسم بالوحشية بناء على طلب من دولة الإمارات العربية المتحدة التي طلبت الاستدلال على السكري. وتم التحقيق مع مصطفى بعد التحقيق مع السكري، الذي قال النائب العام إنه اعترف بقتل تميم. وأجريت المحاكمة في مصر لأن القانون المصري يمنع تسليم المواطنين لمحاكمتهم في الخارج. وسئل جمعة بعد صدور الحكم عن أسباب تخفيف الحكم بالإعدام، فقال للصحفيين إن أسباب الحكم ستعلن في الموعد القانوني. وأمام المحكمة شهر من تاريخ النطق بالحكم لإعلان أسبابه. وقال مصدر قضائي إن هناك سوابق لصدور أحكام بدون مرافعة الدفاع. وأضاف من حق القاضي أن يحكم في قضية بما استقر في وجدانه بشأنها. وقال المحامي سيد أبو زيد في اتصال هاتفي مع «رويترز» إن من حق القاضي إصدار الحكم بدون مرافعة الدفاع في قضية إذا رأى أنها مستوفاة من محاكمة سابقة. ونالت تميم شهرة بعد فوزها في مسابقة في برنامج تلفزيوني ولها عدد من الأغنيات في شريطين., وكانت صحف محلية ذكرت بأن تميم قبل قتلها قطعت علاقة كانت تربطها مع مصطفى.