يعيش قطاع البناء والتعمير بمدينة سبع عيون فوضى لا مثيل لها، بحيث تستمر عمليات البناء في الظلام وبطرق ساهمت في اغتناء أطراف على حساب مستقبل المدينة وعلى حساب أحلام البسطاء، والدليل انتشار حزام عمراني يعيش البؤس وانعدام أبسط شروط الحياة الكريمة، وفي غياب تام للبنيات التحتية، بل توجد أحياء تؤم الآلاف من السكان لا يستفيدون حتى من خدمات جمع النفايات والأزبال المنزلية، متروكون لحالهم وكأنهم يعيشون داخل «كيتوهات» للمنبوذين، والنتيجة مدينة صغيرة تحمل هموما وإشكاليات تستعصي على الحل. ومن أسباب هدا التدهور الخطير في مجال السكن استفحال ظاهرة الزبونية بين بعض القائمين على القطاع بدءا بعدد من أعوان السلطة، مرورا ببعض الموظفين المعنيين بالأمر، وانتهاء ببعض المسؤولين ببلدية المدينة للتغاضي عن المخالفات، وآخر مظاهرها قيام عضوين بالمجلس البلدي ببناء منزلين وارتكابهما عدة مخالفات تعاملت معها سلطات المدينة ولجنة التعمير والبناء بالبلدية باللامبالاة غير مبررة، فالقانون يجب أن يسري على الجميع، وانتماء العضوين للمجلس البلدي لا يخول لهما ارتكاب مخالفات مماثلة، فالأول، باع مقهى ويقوم حاليا بأشغال البناء ويهيئ طابقا تحت أرضي في مخالفة صريحة لكون الطابق تحت أرضي غير مرخص ببنائه بالمدينة، لكن يبدو أن العضو حدا حذو رئيسه حينما قام بالمخالفة نفسها بحي السعادة ، في استغلال فاضح لنفوذه كرئيس والذي من المفروض فيه احترام القوانين المعمول بها داخل تراب جماعته، ودون الدخول في التساؤل حول حصول عضو المجلس المذكور عن رخصة للبناء من عدمه نتوقف للتساؤل كيف تسمح السلطات المحلية ببناء تحت أرضي دون إعمال القانون؟ أما العضو الثاني فشيد منزلا بمنطقة «آيت إيدير» غير المسموح بالبناء فيها، ثم مد قنوات للواد الحار، وقام بربطها بالشبكة التي تمر بجانب الطريق على طول شارع الحسن الثاني، ونتساءل هل تم مد القنوات على حساب بلدية المدينة؟ وإذا كان الأمر كذلك فالقنوات قطرها ضيق ولا تتوفر على المعايير المعمول بها،أما إذا كان صاحب العملية هو من تكلف بالعملية فكيف يتم السماح لشخص معنوي بعمليات الحفر ومد القنوات على مسافة طويلة لربط منزله بشبكة التطهير المقام بمنطقة غير مسموح بالبناء فيها؟ في وقت يتم فيه هدم مساكن بعض الفقراء لدر الرماد في العيون لمجرد رغبتهم في بناء بيت يؤم أسرة فقيرة. وهنا يظهر التواطؤ المفضوح بين السلطة المحلية، وبين عدد من أعضاء المجلس البلدي، أما الأرملة الفقيرة التي تبني بيتا وسط حي عشوائي كبير فلا حق لها في سقف يحميها من الحر والقر، والفوضى تعم المدينة، ومن يفك لغز البناء بمدينة سبع عيون يفوز برخصة بناء سحرية.