القناة الأولى، القناة الثانية، قناة ميدي1 تي في، ثلاث قنوات تلفزية تبث على الأرضي بفضائنا الإعلامي، وطبعا كل قناة من هذه القنوات، تتنافس على استقطاب فئة من المشاهدين، وهم أولئك الذين لا يملكون بعد جهاز التقاط القنوات الفضائية، ولا جهاز التلفزة الرقمية الأرضية TNT. ليس هناك إحصاءات حديثة عن عدد الأسر المحرومة من الصحن المقعر وما شابهه، مع الوعي بأن أسباب عدم امتلاك هذه الأداة التواصلية، لا يمكن حصرها في غياب القدرة الشرائية، بل يمكن ذكر من بين الأسباب: الجانب الأخلاقي، ذلك أن بعض الأسر، تحمل اعتقادا أن الانفتاح على عالم القنوات الفضائية، من شأنه أن يفسد الأخلاق، بالنظر إلى اشتماله على قنوات إباحية. هذه الفئة من الأسر، قد تكتفي بما يبث أرضيا، على الرغم من قلته. ثلاث قنوات لا غير، وذلك بعد أن انضافت قناة ميدي1 تي في، قبل أيام معدودة. كيف كان الوضع، قبل أن تحل هذه القناة التلفزية الأخيرة، ضيفة ليست ثقيلة، على مشهدنا الإعلامي الأرضي. كان هناك بالفعل تنافس جلي بين القناتين اليتيمتين-على الأرضي- ولم يكن بيرز تنسيق بينهما في ما يخص البرمجة، بدليل أنه في كثير من الحالات، كان المشاهد يقف على وضع غير مرض، وهو عندما يتم في الوقت آنه، بث برنامجين حواريين، أو مسلسلين مدبلجين، في مستوى متقارب من الجودة، حيث أن المشاهد يكون ملزما بالتضحية بأحد البرنامجين، رغم اهتمامه بهما معا. الآن، بعد أن اقتحمت المشهد الإعلامي الأرضي، قناة أخرى جديرة بالاهتمام، أي قناة ميدي 1 تي في، كيف يمكن تصور درجة المنافسة التي تجري في الميدان بين القنوات الثلاث. الواضح أن قناة ميدي1 تي في، حملت معها مواد مميزة، تشكل إضافة نوعية. هناك مجهود ملحوظ وحيوية لافتة، أبان عنها الفريق العامل بهذه القناة:حوارات، استطلاعات، برامج توعوية، نشرات إخبارية مركزة وحابلة بالقضايا الجديدة والآنية، وحتى عندما يتم بث شريط سينمائي، يتم الحرص على تنظيم مائدة مستديرة حوله. وهذه المادة الأخيرة على الأقل، لا نعثر على مثيل لها في خريطة برامج القناتين الأخيرتين. هناك إذن، وبالرغم من اقتحام قناة ميدي1 تي في المشهد الإعلامي الأرضي، بعدتها القوية؛ فإن المتتبع، لم يلمس بعد، أي تحرك من لدن القناتين الأولى والثانية، لمواجهة تحدي قناة ميدي1 تي في. لا خبر عن هيكلة جديدة، أو تبويب جديد، أو برامج أحلى، كما كانا يشنفان به الأسماع في ظروف أخرى مختلفة، رغم إدراكهما بأن الحفاظ على التوازنات المالية، رهين باستقطاب المشاهدين. المشاهد له الاختيار طبعا، لكن الأكيد أنه لا يصح إلا الصحيح.