كم من مرة تطرقنا الى مشكل انتشار ظاهرة الرشوة بمستشفى محمد الخامس بمدينة الجديدة، بشهادات حية للمواطنين تعرضوا لابتزازات مباشرة من طرف بعض الممرضين والممرضات العاملين بهذا المستشفى وخاصة بالجناح رقم 2 والجناح الخاص بقسم الولادة والمستعجلات. وهاهي ظاهرة الرشوة بهذا المستشفى الإقليمي تثار خلال انعقاد دورة أكتوبر للمجلس الحضري للجديدة، وتتسبب في نقاش وجدال حاد بين بعض الأعضاء، أمام أنظار مدير هذا المستشفى الذي كان ضيفا في هذه الدورة، ذلك انه في الوقت الذي أخذ في العضو (ع-ب) الكلمة لتقديم النقطة السابعة في جدول أعمال الدورة والمتعلقة بالصحة بمدينة الجديدة، وتطرق الى أسباب طرح هذه النقطة حيث أرجعها الى ظاهرة تفشي الرشوة والابتزاز داخل معظم مرافق المستشفى الإقليمي وخاصة بقسم المستعجلات وقسم الولادة، ثارت ثائرة العضو (ن-ل) ورد على مقدم هذه النقطة موضحا أن الأخلاقيات واللياقة تفرض ألا يهاجم أعضاء المجلس ضيوفه الذين تم استدعاؤهم لحضور أشغال دورته قصد المساهمة فيها، حيث أنه لم يقبل الاتهامات المتعلقة بالرشوة التي وجهها العضو السابق للمسؤول الإقليمي عن الصحة. وقد تسببت هذه النقطة في تحول قاعة الجلسة الى حلبة لتبادل الاتهامات والملاسنات والى جو سادته الفوضى والضجيج، الأمر الذي دفع برئيس المجلس بمساعدة ممثل السلطة المحلية الى رفع الجلسة لبضع دقائق، حتى عادت الأمور الى مجراها العادي، وعندئذ أعطى الرئيس الكلمة للمسؤول الإقليمي عن الصحة، والذي رد بشجاعة على اتهام موظفي مستشفى محمد الخامس بالرشوة وابتزاز المواطنين، مؤكدا أن ظاهرة الرشوة يساهم فيها المواطنون بأنفسهم، لكونهم يقبلون بأدائها، عوض أن يفضحوا من يطالبهم بإتاوات مقابل حقهم المشروع في العلاج.