الوضع المزري الذي يعيشه قسم طب النساء والتوليد بمستشفى ابن الخطيب بفاس يؤثر بالتأكيد على جودة الخدمات ، مما دفع بالأطر الطبية العاملة بهذا القسم إلى الإعلان عن حالة الطوارئ من جراء الحيف الذي يطالها، سواء من طرف إدارة مستشفى الغساني التي لم تلتزم بالاتفاق الذي تم إبرامه بين أقسام الولادة بكل من المستشفيين بخصوص توزيع المرضى وتقسيم المدينة بشكل يمكنهما التغلب على ظاهرة الإكتظاظ. تبدو قاعدة «خلي إدارة المستشفى عليك اترانكيل وسلك وقضي بلي كاين» هي السائدة والأكثر تداولا وهي سيدة الموقف ، المسمى لدى العموم « كوكار»، حيث نجم عن هذه القاعدة أوضاع كارثية ومقلقة داخل هذا الجناح بلغت مداها أمام الإقبال المتزايد على هذا المرفق العمومي ومحدودية الطاقة الاستيعابية وقلة التجهيزات الأساسية. اختلالات هذا القسم لا حدود لها، نزيلات يفترشن الأرض وأخريات يشتركن نفس الاسرة وثالثات لم يتمكن من ولوج القاعات المخصصة لهن لما بعد الولادة، حيث بقين فوق الناقلات بممرات هذا الجناح الذي يواجه الاكتظاظ بعد خضوعهن لعمليات قيصرية، ونساء تجبن القسم ذهابا وإيابا تئن من الالم وتبحثن هنا وهناك على قسط من الراحة من شدة التعب وقلة النوم. هذا الوضع المزري يؤثر بالتأكيد على جودة الخدمات ، مما دفع بالأطر الطبية العاملة بهذا القسم أن تعلن عن حالة الطوارئ من جراء الحيف الذي يطالها، سواء من طرف إدارة مستشفى الغساني التي لم تلتزم بالاتفاق الذي تم إبرامه بين أقسام الولادة بكل من المستشفيين بخصوص توزيع المرضى وتقسيم المدينة بشكل يمكنهما التغلب على ظاهرة الإكتظاظ وتسيير مهام الأطباء والممرضين بهدف تحقيق الهدف المراد تحقيقه، لا سيما وأن عدد الحالات التي تم استقبالها خلال السنة الماضية من قبل قسم طب النساء والتوليد بمستشفى ابن الخطيب تجاوز عشرة ألاف ، بينما عدد الحالات بإحدى المستشفيات العمومية بفاس لم يصل 3.000 حالة، كما جاء على لسان أحد المحتجين، الذي لم يتوقف حديثه عند سرد هذه الإكراهات التي تعيق السير العادي لهذا الجناح، بل تطرق إلى تصرفات بعض عائلات النزيلات التي تصب غضبها على الأطر العاملة وتحملها مسؤولية مايقع داخل هذا القسم، الشئ الذي أكدته بعض الممرضات اللواتي يعشن حالة ارتباك بسبب الإهانات والاساءات والخوف الدائم، مما أثار حفيظة المكتب النقابي للفيدرالية الديمقراطية للشغل ودخل على الخط لحماية العاملين بالقطاع من مخاطر ظروف العمل، منددا لما آلة إليه الوضعية الصحية في هذا المركز الصحي الهام الذي يؤمه ألاف المواطنين والمواطنات من الطبقة المعوزة ، منوحا بتنظيم وقفة احتجاجية مستقبلا إذا لم تعر الإدارة مطالب الشغيلة. فالاشتغال في مثل هذه الظروف يشير محمد الحداد عن الفدش، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الوفيات، الشئ الذي يتضارب ومخطط الوزارة الرامي إلى تقليص عدد وفيات الأمهات إلى حدود 50 وفاة لكل 100 ألف حالة، وتقليص وفيات الأطفال إلى حدود 15 وفاة عن كل 100 حالة في أفق 2012. وفي اتصالنا مع مندوب وزارة الصحة الدكتور علال العمراوي ، صرح لنا أن الوضع عادي لا يدعو إلى القلق وهو ما تهدف إليه وزارة الصحة التي تسعى جاهدة إلى محاربة الولادة داخل المنازل، حيث وصف هذا الإقبال بالإجابي مما يؤكد وعي الحاملات بضرورة الولادة داخل المستشفيات العمومية أو الخاصة لتقليص من عدد الوفيات الناتجة عن مخاض النساء ولتفادي ما قد يحدث من أخطار.