واثقون من إمكانياتنا وسنعود بنتيجة الفوز من قلب الجزائر بعودة حسين خرجة قائد المنتخب الوطني عاد معه الدفء لخط وسط ميدان أسود الأطلس، حيث كان الانتصار والأداء الجيد أمام منتخب إفريقيا الوسطى، حيث أبانت جل العناصر الوطنية عن قتالية غير مسبوقة، مما يؤشر بعودة الفعالية لتشكيلة الأسود بعد فتور دام سنوات. في الحوار التالي المأخوذ عن موقع «منتخب.نت»، يتحدث خرجة عن العديد من النقط المرتبطة بالفريق الوطني والمدرب ايريك غيريس، واللقاء المنتظر أمام الجزائر: * عدت إلى المنتخب الوطني بعد غياب طويل بسبب الإصابة، كيف أحسست بالمجموعة عند عودتك؟ - شخصيا أنا جد سعيد برجوعي للمنتخب الوطني كما العادة اشتقت كثيرا لهذا الجو، سعيد لملاقاتي زملائي مجددا. بالنسبة للمجموعة فالمعنويات لم تكن جيدة بعد التعادل السلبي أمام إفريقيا الوسطى، كان هذا سيئا جدا لأننا لم نستطع هزمها وخصوصا بميداننا ولم نغتنم فرصة تصدر المجموعة بعد تعثر الجزائر أمام تانزانيا. أحزننا هذا جدا لكن بعد يومين أو ثلاث عادت لنا الرغبة في الاجتماع والعمل معا والرجوع إلى المسار الصحيح بالتصفيات وهذا ما حصل بأمستردام. * الجامعة فضلت توقفكم بأمستردام لبضعة أيام قبل الرحيل إلى تانزانيا. كيف كان التربص هناك؟ - كان جدا ممتاز، إذ أن الظروف كانت ملائمة من فندق والملعب بإضافة إلي مركز تداريب. معسكر أمستردام مرَ جيدا فقد استفدنا من تجمعنا بهولندا خلال الأيام الثلاثة. حقيقة الجامعة هيأت كل الظروف الملائمة سواء بأمستردام أو تانزانيا. الحمد لله عملوا جيدا في هذا الجانب. فقد استعددنا لهذه المباراة في ظروف ممتازة. * أحسسنا أنكم كنتم مرتاحين أكثر أمام تانزانيا مقارنة مع مباراة إفريقيا الوسطى، هل شعرت بتلاحم أكثر للمجموعة أمام تانزانيا؟ - بالنسبة لمباراة أمام إفريقيا الوسطى تابعتها في التلفاز، كنت مرتبكا أكثر من اللاعبين. إذ أحسست بفريق يحارب ويحاول استرجاع احترامه وهيبته بعد فشلنا لمدة عامين في الفوز على أي منتخب حيث صرنا ننهزم بميداننا بعد أن كان ذلك شيئا صعبا جدا قبلا. من الواضح أننا أردنا استرجاع هيبتنا والتذكير أننا المنتخب المغربي الذي كان يقام له ويقعد، كان علينا إيقاف نزيف السنتين الأخيرتين ووضع النقاط على الحروف. وقد تحدث عن هذا مع اللاعبين الأكثر أقدميه بالفريق كيوسف حجي، ومروان الشماخ، قلنا جميعنا أنه علينا تذكر أننا المغرب وعلينا رد اعتبارنا هذا مع احترام الفريق الخصم. اليوم احترمنا تانزانيا وقلنا أنها ند قوي قد ننهزم أمامه وقد نفوز عليه، يجب علينا أن نركز طول المباراة وهذا ما فعلناه منذ الدقيقة الأولى. وما صنع الفرق أكثر هو الحماس حيث كان علينا أن نكون متحمسين أكثر من تانزانيا، نجحنا في تسجيل هدف لنعود بفوز ثمين من هناك. * بالحديث عن الرغبة والحماس أحسسنا برغبة كبيرة من جانبك خلال هذا اللقاء، يمكننا القول أيضا أنك أعطيت الكثير. - هذا واضح فعندما التحق بالفريق الوطني أشعر برغبة كبيرة، لكن أحيانا تكون النتائج ايجابية وأخرى سلبية، الايجابي أن الأمور كانت جيدة بدار السلام. لقد كانت لدي نفس الرغبة عندما رحلنا إلى مواجهة الكامرون بالاقصائيات الماضية حيث لم نتمكن من الفوز مع الأسف، رغم قتاليتنا وأدائنا الجيد. بهذا اللقاء استرجعنا نفس الرغبة والكبرياء تذكرنا مكانتنا لأننا تراجعنا إلى مراتب أفقدت المغرب احترامه كرويا. منذ الآن فصاعدا علينا الاستفاقة واستعادة هيبتنا لأننا كنا من بين الأوائل بإفريقيا، لكننا كنا تائهين منذ سنتين فعلينا الآن إيقاف هذا. أمام تانزانيا قلنا كفى، وسنحافظ من الآن فصاعدا على نفس الروح، مع العلم أن نتائج كرة القدم لا يمكن توقعها مائة في المائة. لكن يجب علينا الحفاظ على نفس المعنويات والتركيز مباراة بمباراة وبهذا ستكون البداية جيدة. * على المستوى الذهني للاعبين، هل الفوز أمام تانزانيا قدم إضافة ايجابية؟ - أجل جدا، فكما قلت فطيلة سنتين لم نفز بأي مقابلة رسمية. إذا عدنا إلى 2004، حيث كان نفس السيناريو فمنذ فريق 98، فالمنتخب المغربي لم يحقق لمدة طويلة نتائج ايجابية إلى حين الوصول لنهائي كأس إفريقيا سنة 2004، الآن سننطلق من نفس القاعدة فلمدة طويلة لم تكن هناك نتائج، وبأول فوز لنا نجحنا في تحريك إحساس الفرحة داخل كل مغربي وأيضا بالنسبة لنا. كنا نقول علينا أن نحقق 4 نقاط قبل مواجهة الجزائر وهذا ما حصل، سنذهب إلى هناك أكثر هدوء لكن بنفس المعنويات التي سافرنا بها إلى تانزانيا. * تماما تكلمت عن الجزائر، لقد خسرت أمام إفريقيا الوسطى بهدفين نظيفين، كيف استقبلتم هذه النتيجة؟ - لقد تفاجئنا قليلا وهذا يؤكد أنه لم تعد هناك منتخبات صغيرة بإفريقيا، وإذا شاهدت نتائج آخر دورة بالتصفيات ستلاحظ أن الأمور تغيرت ولم تعد كالسابق حيث صار من الصعب القول أننا سنذهب لنلعب بأقل مجهود مع منتخب ما ونهزمه بخمسة لاشيء ونعود. علينا احترام الخصم وهذا يوضح أيضا أن كرة القدم الإفريقية في تطور مستمر. لا يجب استصغار الخصم وانتظار مقابلات سهلة بعد سحب القرعة والقول «هناك فقط المغرب والجزائر» هذا الاعتقاد غير صحيح، فنحن ننطلق من خط واحد والأفضل هو من سيفوز. * هل تظن أن استصغار الخصم هو واحد من الأسباب التي كانت وراء فشلنا أمام بعض المنتخبات الصغيرة؟ - هذا ما حدث أمام الغابون،حيث قلنا مواجهة الغابون أفضل من مواجهة الكوت ديفوار مثلا، لأن هذا سيكون أسهل. لكن عكس كل التوقعات استطاع المنتخب الغابوني تسجيل هدف من أول محاولة له وهنا تلقينا ضربة كبيرة وعجزنا عن النهوض. هذا ببساطة لأننا بقينا نفكر بكرة القدم السابقة حيث كنا نفوز بفارق كبير، الآن تغيرت الأمور لأنه إذا واجهت فريقا متحمسا أكثر منك فرغم أنه أضعف من الناحية التقنية فهذا يخلق الفارق. ولهذا يجب العمل كثيرا وتحمس أكثر وهذه أمور نراها أيضا بأوروبا. * لقد أحسسنا أن المنتخب الوطني صار أكثر ارتياحا من الناحية الدفاعية، هل تظن أن الفريق ربح أساسا دفاعيا جيدا بعد المشكل الذي عانيناه بهذا المركز؟ - أجل وبالمناسبة هنأت اللاعبين واحدا واحدا بعد نهاية المباراة، فعلا فرحت كثيرا باسترجاع هذه الروح مجددا. تحية كبيرة لدفاعنا الذي كان صلبا ومنظما وبفضلهم استطعنا الحفاظ على نتيجتنا، يمكننا إعطاء ميزة ممتاز للدفاع ولجميع اللاعبين الذي دافعوا بقتالية سواء، انطلاقا من الهجوم إلى الحارس، فريقنا كان قويا وركزنا على أن نكون ملتحمين، كان هذا أمرا جيدا جدا، عموما لم تكن سوى مباراة أمام تانزانيا وهناك عدة مباريات قادمة، علينا إكمال المسار هكذا لتحقيق التأهل. * فعلا، تنتظركم مباراة ودية شهر نونبر القادم وهي فرصة لتجمعكم.ايرلندا الشمالية، هل تعرف جيدا هذا المنتخب؟ - أجل فلقد رأيت مباراتهم أمام ايطاليا قبل أيام. وتحدث سريعا بخصوص هذا رفقة زملائي الذين قالوا أن لعبهم يشابه الطريقة الانجليزية. تنتظرنا أجواء ساخنة هناك. هذا سيخول لنا الاستعداد للمباراة أمام الجزائر، لأننا سنعيش أجواء مشابهة ببلفاست. منتخب ايرلندا شمالية يلعب بكل قوة وقتالية وليس لديه لاعبين بمهارات فردية كبيرة، لكنه فريق يندفع بقوة ويرتكب أخطاء كثيرة، ويلعبون بالقميص الأخضر كالجزائر، وبذلك سيكون استعدادا مهما. وهي مناسبة لتغيير الأجواء، فبنظري كرة القدم عندهم تشبه كرة القدم الجزائرية حيث كما قلت يلعبون بقتالية و قوة وهو يشبه طريقة لعب الجزائر. * الجزائر شهر مارس القادم، هو ديربي تنتظره بفارغ الصبر؟ - هذا واضح، لكن فقط بالرجوع سريعا للمواجهة القادمة أمام ايرلندا الشمالية، فجيد أن نلعب عدة مباريات ودية لأننا نحتاج لأن نلعب كثيرا وإمضاء وقت أكثر معا بالمنتخب الوطني حيث منذ سنة لم نجتمع، وبذلك نحتاج إلى أكبر عدد من المباريات، كان هذا قوسا صغيرا فقط. وبالعودة للمباراة أمام الجزائر، فننتظرها بفارغ الصبر، بقينا فقط لاعبين 4 ممن عاشوا هذا الديربي: يوسف حجي، نادر المياغري، مروان الشماخ وأنا بطبيعة الحال. نعلم ما ينتظرنا لأننا عشنا هذا سابقا بكأس إفريقيا للأمم ولحسن الحظ توجنا بفوز كبير. بالنسبة لباقي اللاعبين، فأظن أنها أول مرة، الرحيل إلى الجزائر يعني مباراة صعبة جدا، وعلينا أن نكون جاهزين، لدينا كل الوقت للاستعداد جيدا. وعلينا التفكير بأشياء أخرى كالانسجام أكثر وشحن المعنويات. * لقد أخذت دور العميد، هل هو دور تحبه؟ - هو شرف لي، لقد كنت عميدا قبلا، وكنت أتسلم شارة العمادة بعد السفري. بحكم حبي للمنتخب الوطني، فاليوم بكوني عميدا هو فخر كبير وأتمنى تشريف هذا الدور بقدر الإمكان، لكن كما قلت نحن جميعنا نعمل ونتعاون وكل واحد منا يجب أن يحس أنه عميد لأنه عندما نكون بالملعب يجب أن نكون متعاونين فيما بيننا. اليوم، أحمل شارة العمادة وأنا جد فخور بهذا وأتمنى أن أعطي الأفضل لهذا الفريق. * لقد عرفت العديد من اللاعبين رفقة المنتخب،الزاكي، لومير وغيرهم. هل أحسست أن طريقة كوبيرلي-غيريتس مختلفة؟ - حاليا، نحن نتبع طريقة أوروبية بالنظر إلى أن جل اللاعبين بالمجموعة يزاولون بأوروبا، أغلبهم بالدوري الفرنسي الممتاز، أظن أن الأمور ستكون أسهل لأنهم اعتادوا نفس طريقة اللعب. المهم أن ندع المدربين يعملون. فربما آخرون لم تتح لهم مثل هذه الفرصة لأنه مر عدة مدربين جيدين لكن لم يستطعوا العمل بارتياح. الآن حان الوقت لترك وقت مهم للمدرب من أجل العمل. * عند الرحيل إلى الجزائر، الهدف سيكون الفوز أم فقط عدم الانهزام؟ - بالنسبة لي شخصيا، الهدف هو الفوز، بالإضافة إلى هذا، فنتيجة ايجابية كالفوز بالجزائر ستعيد علاقتنا الكبيرة بمشجعينا، مع جمهورنا. فبعد سنتين من الإخفاقات، شيء جيد أن نفوز أمام الجزائر وستكون فرصة للتصالح مع الجمهور. هدفنا دائما الفوز سواء بالميدان أو خارجا، لكن رغبتنا بالفوز لا يجب أن تفقدنا تركيزنا لأنه الهدف قد يأتي بأية لحظة. لسنا متخوفين نهائيا من الجزائر، لأننا نعرف قدراتنا وقيمتنا، لا شيء يخيفنا. إذا بقينا مركزين و لعبنا كرتنا، سنعود بنتيجة ايجابية من قلب الجزائر. * هناك عدة نقط يجب تحسينها؟ - أجل بالطبع، هناك الكثير من نقاط يجب تحسينها. أمام تانزانيا كنا جيدين دفاعيا، الآن علينا العمل أكثر من الناحية الهجومية. لدينا كل المقومات، لاعبون كبار بالهجوم وبذلك ستكون الأمور ممتازة بهذا المركز. لدينا لاعبون حاسمون قد يغيرون المباراة بأي لحظة، انظر مثلا إلى لاعبين لم يلعبوا كيوسف حجي، عادل تعرابت و أيضا لاعبون لم يستدعوا كنبيل باها وآخرين. لدينا عدة لاعبين يخلقون الفارق. أما إذا أردت الحديث عن النقاط التي يجب تحسينها بخصوص المباريات الأخيرة، فدفاعيا كنا جيدين وبذلك لم يعد هناك الكثير لإصلاحه، لكن بكرة القدم نتطلع دائما للتحسن، وبالنسبة للهجوم فربما أيضا لم نوصل كرات كثيرة للمهاجمين، لكن سوف نعمل على هذا جانب أيضا. * وبالنسبة لك، ما هي أهدافك هذا الموسم؟ - أنا فقدت سنة بسبب الإصابة، هذا الموسم عدت وعانيت من إصابة أخرى لمدة شهر لكن الحمد لله أشعر الآن أنني جيد، استرجعت رسميتي ولعبت الآن ثلاث مباريات كاملة. الموسم الماضي انتظروني كثيرا بالدوري الايطالي والكثيرون قالوا أنه موسمي لكن للأسف أصبت وأتمنى تعويض السنة التي ضاعت وتقديم موسم جيد.