اظهر الناخبون في ولاية كاليفورنيا الأميركية يوم الثلاثاء الماضي، توجها مختلفا عما هو شائع عنهم، إذ رفضوا تشريع استهلاك الماريجوانا وزراعتها والاتجار بها. ووفقا للتوقعات الأولية لوسائل الإعلام الأميركية، لم يوافق سوى 45% من الناخبين الكاليفورنيين على «الاقتراح 19» الذي طرح للاستفتاء، فيما رفضه 55% منهم. ويقضي هذا الاقتراح بالسماح لسكان كاليفورنيا ممن تجاوزوا عمر 21 عاما بحيازة كمية تصل إلى أونصة من الماريجوانا (35,28 غراما)، وزراعة هذه النبتة في مساحة لا تزيد عن 32,2 مترا مربعا. كما يقضي هذا الاقتراح بتفويض المدن والمناطق شؤون تنظيم زراعة الحشيشة على نطاق واسع والاتجار بها، ثم فرض الرسوم الضريبية عليها. وكان من شأن هذا الاقتراح لو جرى إقراره أن يجعل كاليفورنيا، حيث زراعة الماريجوانا واستخدامها لأسباب طبية مشروع منذ العام 1996، في مقدمة الكيانات السياسية في هذا المجال، أمام هولندا وجمهورية تشيكيا. ومع أن هذه الاقتراح يعد من أكثر الاقتراحات المطروحة على الاستفتاء إثارة للجدل، إلا انه لم يحظ بالتمويل الكافي إذا ما قورن مثلا ب»الاقتراح 8» حول الزواج بين مثليي الجنس في العام 2008. ولم تشهد الساحة الإعلامية نقاشات كافية بين مؤيدي المشروع ومعارضيه، ما عدا نقاشات في الأسبوع الأخير الذي سبق إجراء الاستفتاء، مع بعض الإعلانات التلفزيونية السريعة وتبرع بقيمة مليون دولار من الملياردير جورج سوروس لمؤيدي التشريع. غير أن معارضي المشروع لم يكونوا اقل ظهورا أو أدنى عددا. فجون براون الديموقراطي الذي انتخب مساء الثلاثاء لمنصب حاكم كاليفورنيا معارض لهذا الاقتراح، على غرار كل المرشحين البارزين لمنصب الحاكم أو المدعي العام. كما أن وزير العدل الأميركي اريك هولدر أكد انه «سيلجأ إلى كل الوسائل القانونية والسياسية» في حال إقرار المشروع الذي أثار حفيظة الوكالة الفدرالية لمكافحة المخدرات. أما حاكم الولاية المنتهية ولايته ارنولد شوارزينغر، والذي يعرف عنه تبنيه لمواقف جريئة وتقدمية، فقد أعلن على موقع تويتر انه هو الآخر صوت ضد المشروع. وقد أثار «الاقتراح 19» ضجة في دول أميركا اللاتينية اتهمت الولاياتالمتحدة بانتهاج سياستين، تشرع إحداهما الماريجوانا على أراضيها، وتتشدد الثانية في الضغط على دول أميركا اللاتينية لمكافحة تهريب المخدرات. والثلاثاء أيضا، أكدت المكسيك على لسان احد المتحدثين باسم الحكومة أن تشريع الماريجوانا «لن يساهم في إضعاف قدرة عصابات المخدرات في المكسيك، بل على العكس من ذلك سيساهم في منحهم فرصا اقتصادية جديدة، لا سيما عندما يكون هذا القرار أحادي الجانب». من جهة ثانية، يرى مؤيدو المشروع أن «الاقتراح 19» من شأنه أن يعمم النقاش بين الناس حول تشريع الماريجوانا. وقال ايثان نادلمان مدير منظمة «دراغ بوليسي اليانس» التي تنادي بتشريع الماريجوانا لوكالة فرانس برس «هناك نقاش حقيقي اليوم حول الماريجوانا بشكل لم يسبق له مثيل». ورأى المليونير ريتشارد لي الذي يعد مهندس «الاقتراح 19»، انه سيعيد طرح هذا المشروع في العام 2012. وقال «إن تصويت ملايين الكاليفورنيين لتشريع الماريجوانا بحد ذاته انتصار كبير». وأضاف «من خلال موارد محدودة تمكنا من بناء تحالف قوي جدا لا شك في انه سينمو بحلول العام 2012».