نظمت الإغاثة الزراعية الفلسطينية يومي 25 و26 أكتوبر الماضي، جولة لوفد من لجان التضامن الكندية مع الشعب الفلسطيني على قرى بورين وفرعتا وطورة الغربية وهي من القرى الفلسطينية التي تعرضت وتتعرض لشتى أشكال الاعتداءات من قبل جيش ومستوطني الاحتلال.. وقد ضم الوفد الكندي ناشطيتين من أنصار السلام والحق الفلسطيني ودعاة مساعدة الفلسطينيين بتسويق منتجاتهم وخاصة زيت الزيتون في أسواق دولة كندا إضافة إلى واحد من الصحفيين المهمين.. وقد ارتأت الإغاثة الزراعية تنظيم هذه الجولة لاطلاع لجان التضامن الكندية، ومن خلالهم الشعب الكندي، على الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، وخاصة سكان القرى المحاذية للجدار والمجاورة للمستوطنات، حيث يتعرض منتجو الزيت الفلسطيني لضغوطات إسرائيلية هائلة، يمارسها جيش الاحتلال ومستوطنيه، تتمثل باقتلاع آلاف أشجار الزيتون، وحرق آلاف الدونمات من الكروم، ومنع المزارعين من الوصول إلى كرومهم لجني ثمار الزيتون، وسرقة محصول الزيتون من الفلاحين بعد إتمامهم عملية القطف. وقد التقى الوفد الكندي يوم 25 أكتوبر الماضي، بالمزارعين في قرى بورين في محافظة نابلس، وفرعتا في محافظة قلقيلية، واستمعوا إلى قصص حية من معاناة المزارعين الشخصية .ففي بورين تحدث احد المزارعين عن تعرضه للضرب الشديد على أيدي المستوطنين، أثناء قيامه بقطف ثمار زيتونه من كرمه المجاور لمستوطنة براخا المجاورة لبلدته، واظهر أمام الكاميرا آثار الجروح البالغة التي أصيب بها، وفي بلدة فرعتا، تحدثت إحدى السيدات عن معاناة أسرتها جراء منعها من الوصول إلى كرمها، وخرجت من بيتها مع الوفد الكندي لتريهم كرمها الذي قام المستوطنون بحرقه قبل أسبوع، ضمن عملية حرق كبيرة طالت مئات الدونمات تعود لقرى تل وجيت وفرعتا. ونوهت إلى أن المستوطنين قاموا بحرق كروم الزيتون قبل قطاف ثمارها، بهدف إلحاق أفدح الخسائر بالمزارعين الفلسطينيين، وبعد انتهاء المقابلة، أصر الوفد الكندي على الوصول إلى تلك الكروم المحروقة، لتوثيق ذلك العمل الهمجي بالصور، وقد وصلوا بالفعل إلى ذلك المكان المحاذي للطريق الالتفافي، بالقرب من مزرعة جلعاد الاستيطانية. وفي يوم 26 أكتوبر الماضي، قام الوفد الكندي بمشاركة الإغاثة الزراعية وعشرات المتطوعين في يوم عمل تطوعي، نظمته الإغاثة الزراعية لمساعدة مزارعي بلدة طورة الغربية الواقعة بالقرب من مدينة يعبد في محافظة جنين. وقد شارك الوفد بعملية القطاف والتقوا هناك بأصحاب الكروم، واستمعوا إلى معاناتهم جراء إقامة جدار الفصل العنصري على أراضيهم، وحجزه خلفها مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالزيتون. وقد شاهد الوفد جدار الفصل العنصري، والمصانع الكيماوية التي تنفث السموم وتخرب البيئة، وشاهدوا مساحات الأراضي الواسعة التي يحرم على أصحابها الفلسطينيين الوصول إليها إلا بتصاريح خاصة، يمنحها المحتلون بالعادة لعدد قليل من المزارعين وبالغالب لكبار السن الغير قادرين على انجاز الأعمال بالسرعة الممكنة.. كما وزار الوفد الكندي واحدة من معاصر الزيتون، والتقوا مع عدد من المزارعين الذين تحدثوا عن مشاكلهم مع المحتلين والمستوطنين، وعن مشاكل التسويق والحاجة لفتح أسواق لمحصول الزيت، بما يضمن حصول منتجي الزيت على أسعار تتناسب والجهد الهائل الذي يبذله المزارع للعناية بكرومه وجني ثمارها.. كما وتحدث المزارعون عن الجهد الذي تبذله الإغاثة الزراعية لمساعدتهم، سواء من خلال تزويدهم باشتال الزيتون بدلا عن تلك التي يقلعها أو يحرقها الاحتلال ومستوطنيه، وعن مساعدة الإغاثة لهم في توسيع رقعة الأراضي الزراعية من خلال عمليات استصلاح الأراضي وشق الطرق الزراعية، وتحدثوا أيضا عن عملية بناء قدراتهم وتدريبهم على عمليات الزراعة العضوية وإنتاج الزيت العضوي،بهدف تحسين جودة زيتهم ليصبح أكثر قدرة على منافسة الزيوت المنتجة في البلدان الأخرى. وقد أبدى الوفد الكندي الصديق تأثرا بالغا بأوضاع الشعب الفلسطيني، وبمعاناة الفلاحين ومنتجي الزيت، ودهشوا من فظاعة جرائم المستوطنين، ومن حماية جيش الاحتلال لهم، وأبدى الوفد الكندي استعدادا لزيادة جهوده في سبيل توسيع عمليات تسويق الزيت الفلسطيني في أسواق دولة كندا، وكذلك لتكثيف جهوده الرامية لفضح السياسة الإسرائيلية وجرائم المستوطنين، ولتعزيز حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني.