أكد إدواردو كاستيو غارسيا، رئيس الغرفة الشيلية للكتاب، أن مشاركة المغرب في المعرض الدولي للكتاب لسانتياغو في نسخته الثلاثين، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، تشكل قيمة مضافة لهذه التظاهرة الثقافية الدولية، كما أنها فرصة لتعميق التعاون في المجال الثقافي بين البلدين. وأضاف كاستيو غارسيا، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذه الدورة، التي افتتحت فعالياتها يوم الجمعة الماضي بفضاء مابوتشو (وسط العاصمة)، أن مشاركة المملكة في هذا المعرض تؤشر على انفتاح منظميه على عوالم ثقافية أخرى خارج منظومة البلدان الناطقة باللغة الإسبانية. تجدر الإشارة إلى أن المشاركة المغربية في هذا الحدث الثقافي الهام بأمريكا الجنوبية تندرج في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة وسفارة المملكة بالشيلي و»مركز محمد السادس لحوار الحضارات» بكوكيمبو، من أجل التعريف بالثقافة والحضارة المغربيتين في هذا البلد. وبخصوص الدور الذي يضطلع به الكتاب المغربي الصادر باللغة الإسبانية أو المترجم إليها في تقريب المواطن الشيلي وكل مواطني أمريكا اللاتينية من المثقفين المغاربة ومن المغرب، حضارة وفكرا، اعتبر كاستيو غارسيا أن هذا الكتاب هو بمثابة «جسر تلاق بين أدبائنا وقرائنا ومجموع مثقفي المغرب»، مؤكدا أنه من المهم جدا وجود مثل هذا الكتاب باعتباره «خطوة متقدمة وجد إيجابية في نقل معارف ثقافة بعيدة عنا جغرافيا»، داعيا إلى العمل على تكريسها ونشرها على نطاق أوسع. وأكد، في هذا السياق، أنه من المفيد جدا، وفي نطاق التلاقح الثقافي، أن تتم استضافة أدباء ومثقفين مغاربة بالشيلي لتنظيم لقاءات مباشرة سواء مع المثقفين الشيليين أو مع الجمهور المتوافد على المعرض. وثمن رئيس الغرفة الشيلية للكتاب عاليا الرواق المغربي بما يحفل به من إصدارات متعددة باللغة الإسبانية، مؤكدا أن هذا الرواق المعرفي أضفى على معرض سانتياغو بعدا ثقافيا متميزا بما تضمنه من كتب ومؤلفات تجلي مظاهر الثقافة والمجتمع المغربيين، مجددا التأكيد على أن هذه الإصدارات المغربية باللغة الإسبانية تتيح التواصل وتشكل نافذة إضافية يتم من خلالها الإطلال والتعرف على الثقافة والفكر بالمغرب بالنسبة للشيليين بصفة عامة. ويقدم رواق المملكة بالمعرض الدولي للكتاب بسانتياغو في دورته الثلاثين، مجموعة من الإصدارات التي تعنى بمجالات الأدب (شعر، قصص، مسرح ورواية...)، والتاريخ والجغرافيا (خرائط)، بالإضافة إلى كتب حول الطبخ المغربي وأخرى حول المجتمع المغربي وعاداته.) ومن بين الإصدارات المغربية بالمعرض، هناك مجموعة من أعمال الباحثة في علم الاجتماع فاطمة المرنيسي، والروائيين الطاهر بنجلون وإدريس الشرايبي ومحمد بويسف الركاب، والإعلامي سعيد اجديدي، إضافة إلى بعض الأعمال التي قام «مركز محمد السادس لحوار الحضارات» بكوكيمبو بإصدارها، من قبيل المجموعة القصصية لأحمد بوزفور وديواني شعر لكل من عائشة البصري ووداد بنموسى، وكتاب «المغرب بعيون شيلية» وجريدتين حول مظاهر الثقافة المغربية والموسيقى المغربية، علاوة على أعمال الملتقيات الدولية الثلاثة الأولى لحوار الحضارات التي نظمت بالشيلي من طرف السفارة المغربية والمركز. وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي بين بلاده والمغرب، أعرب كاستيو غارسيا عن أمله في تطوير هذا التعاون ومد جسور التبادل الثقافي، مشددا على ضرورة بذل مزيد من الجهود في هذا الإطار، ومبديا في الوقت ذاته الرغبة في جعل التظاهرات الثقافية من قبيل معارض الكتاب فرصا للاستفادة المتبادلة والتواصل الدائم من أجل تحقيق التقارب المنشود بين ثقافتي البلدين. وبعد أن ذكر كاستيو غارسيا بحضور الشيلي في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء ضمن الرواق المخصص لبلدان أمريكا اللاتينية، أكد استعداد الغرفة الشيلية للكتاب للمشاركة في فعاليات هذا المعرض، معتبرا أن من شأن ذلك تقوية الروابط بين المثقفين ودور النشر في كلا البلدين. وبخصوص الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للكتاب بسانتياغو, قال كاستيو غارسيا إن هذه الدورة التي تتزامن مع تخليد الذكرى المائوية الثانية لاستقلال الشيلي ومرور ستين عاما على إحداث الغرفة الشيلية للكتاب، تتميز بكون البلد المنظم هو ضيف شرفها ومناسبة لتكريم والاحتفاء بالمثقفين الشيليين الرواد الذين أسسوا اللبنات الأولى للأدب والثقافة والفكر بالبلاد. من جهة أخرى، ثمن المسؤول الشيلي الجهود التي يقوم بها «مركز محمد السادس لحوار الحضارات» بكوكيمبو (حوالي 500 كلم شمال سانتياغو) من أجل تحقيق التقارب الثقافي بين الشعبين المغربي والشيلي وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام, مؤكدا على أهمية هذا المركز في ترسيخ قيم الحوار والتواصل بين مختلف الحضارات، ومبديا استعداد الغرفة الشيلية للكتاب للتعاون مع هذا المركز ودعم كافة مبادراته وعمله. يشار إلى أن برنامج هذه الدورة، يتضمن نحو 600 نشاط يهم تقديم كتب ومؤلفات، وعقد لقاءات مباشرة تجمع المؤلفين بالزوار (بمشاركة أزيد من ستمائة كاتب شيلي)، وإقامة موائد مستديرة حول مواضيع تلامس مجالات الأدب والثقافة والعلوم بشكل عام، إضافة إلى عروض مسرحية وسينمائية وأخرى خاصة بالرقص والموسيقى وأنشطة للأطفال. ويشارك في هذه الدورة حوالي 700 دار نشر تمثل جميع الاتجاهات الثقافية والمعرفية.